طالعت مقال السيد عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي المنحل، وفيه شرّق وغرّب لرصد نماذج الاستبداد في العالم العربي، وركز على دول بعينها -حكمها إسلاميون- دون التطرق إلى نماذج الاستبداد في فلسطين.
سطحية المقال، ليست في دفاعه المستميت عن حكم الإخوان المسلمين في تركيا وتونس ومصر -وهذا حقه- وإنما يريد إظهار الظلم الذي تعرضوا له، خلال فترات حكمهم، دون أن يُعرّج ولو بموضوعية للأخطاء التي اقترفوها.
ربط دويك الازدهار فقط في مجالس الشعب، رغم أن كل شاردة وواردة في تركيا على سبيل المثال، بيد الرئيس رجب طيب أردوغان، رغم إنجازات هذا البرلمان العتيد، لكن يا سيدي ألا تذكر لي ماذا قدم المجلس التشريعي الفلسطيني، سواءً في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ولا تقول لي أنك لم تستطع أن تحكم بسبب التنسيق الأمني أو القبضة الأمنية، ولا حتى بسبب حل المجلس الموقر، ولا تذكّرني بصورتك وأنت تحمل حقيبتك وتحاول دخول المجلس المغلق أصلًا وأنت تعلم أنه مغلق، فهذه الصور هدفها البروبغاندا واثارة العواطف رغم أنني لا أتذكر لك شيئًا في المجلس سوى هذه الصورة.
الإخوان اعتدنا أن نراهم على وضعين، خلال فترات انخراطهم في العمل السياسي، أولهما إظهار المظلوميات التي تعرضوا لها خلال فترة جلوسهم في البيت، والثانية، البطش الذي يقترفونه عند وصولهم للحكم، فيستشري الظلم في عهدهم، ويحكمون بالحديد والنار، وكأننا كشعوب ندفع ثمن جلوسهم في البيت أو السجن.
لماذا لم يذكر السيد دويك الأخطاء التي ارتكبها حزب النهضة، وجماعة الإخوان، رغم تسيدهما مقاعد البرلمان في تونس ومصر؟، فكلنا شاهدنا عبر التلفاز المظاهر التي قدمها النواب الإسلاميون في كلا البرلمانيين، ولم يتشبهوا بتاتًا بنواب العدالة والتنمية في تركيا.
الحمد لله، تناسى السيد عزيز دويك تجربة حكم الإخوان في المغرب، فهي أفضح تجربة؛ كيف ولا وهي التي أدخلت الإسرائيليون إلى المغرب أفواجًا.