بعد مقتل مسؤول في الموساد بعملية ديزنكوف

هل إستطاع حزب الله الرد على إغتيال القائد سمير القنطار ؟

555x320_869b41a0-3681-405a-938f-96442dececbd
حجم الخط

تضاربت الأنباء -وخاصة العبرية-  حول عملية " تل أبيب" بالأمس والتي أسفرت عن مقتل رئيس العمليات الخارجية في الموساد الإسرائيلي، بالإضافة إلى اثنين بينهم مدير مرقص ليلي وإصابة ستة آخرين تدهورت حالة اثنين منهم اليوم .

وحملت المواقع العبرية تناقضات كثيرة حول المسئول عن تنفيذ العملية، فيما حمّلت بعضها تنظيم الدولة " داعش " مسئولية العملية، بينما توقع آخرون -بعد دراسة المؤشرات- أن حزب الله قد بدأ انتقامه .

وحول مسئولية " حزب الله " عن تخطيط وتنفيذ العملية، ولم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي " حسن عبدو" صحة التقديرات الإسرائيلية ذلك أن الضباط الأمنيين أكدوا على أن العملية تمت باحترافية عالية ولم يترك المنفذ أي بصمات ودلائل تُشير إليه .

وأوضح "عبدو"، أنه على الرغم من التعرف على شخصية المنفذ- كما نشر الإعلام العبري- فإن إسرائيل ما زالت تعيش حالة تخبط بسبب عدم التمكن من القبض عليه.

وفي سياق المسئول عن تنفيذ العملية، نصح الكاتب والمحلل السياسي " حُسام الدجني" الكل الفلسطيني بالتريث حتى تتضح معالم العملية، ذلك أن الموضوع لا يدخل في التحليل بقدر اقترابه من اطار المعلومات، موضحاً أنه من المبكر أن نحكم على المنفذ هل هو "حزب الله أم داعش " حتى يصدر موقف من احداها .

و عن مؤشرات بدء انتقام حزب الله من اسرائيل عقب اغتيال " سمير القنطار"، يرى "عبدو" أن هناك مؤشرات تدل على أن العملية هي من مسئولية حزب الله  أولها " الرجل المستهدف"، وهو رئيس العمليات الخارجية للموساد، و المسئول الأول عن عمليات الاغتيال التي تتم بالخارج وبهذا يعني ارتباطه مباشرة باغتيال "سمير القنطار"، وهذا يدل على أن المنفذ يمتلك معلومات استخباراتية مهمة.

وبالإشارة الى المؤشر الثاني، قال: إن العملية تمت على غرار العمليات التي يُنفذها فلسطينيون - بالسكاكين أو الأسلحة- والمختلف أن الفلسطينيين لم يكن لديهم في غالب هجماتهم "خطط انسحابية "وهذا مؤشر على أنها ليست عملية فردية .

وحول مؤشرات مسئولية حزب الله ، أرجح " الدجني" أن المنفذ هو من الداخل الفلسطيني، بهذا هو يعرف الطبيعة الجغرافية لـ " تل أبيب" ، مضيفاً أن الاعلام العبري ذكر أن المنفذ – الذي تم الاعلان عن شخصيته- الشرطة الاسرائيلية كانت قد قتلت عمه قبل عشر سنوات، كما أن " المنفذ" معتقل سابق منذ 2006 على خلفية الاتجار بالسلاح، مشيراً إلى أنها قد تكون عملية انتقام شخصية .

وعن اتهام المواقع العبرية لتنظيم الدولة تنفيذ العملية، يستبعد " عبدو" أن تكون هذه العملية لـ "داعش "كون عملياتها لها سمة معينة تعتمد على الاستشهاديين من خلال كميات كبيرة من المتفجرات، مضيفاً أنه لم يجري عمليات لـ" داعش" في المنطقة وبهذا التكتيك على وجه الخصوص.

وأرجح "عبدو" أن غياب المعلومات لدى اسرائيل دفع  الأمن الإسرائيلي أن يُحمّل المسئولية لـ"داعش"، مُعتبراً أن ذلك دليل على نجاح العملية، مشيراً إلى أن هذا الاتهام هو بغرض الحصول على معلومات أمنية لاستفزاز الجهة المسئولة عن العملية وتقوم بالإعلان أو التسريب.

وفي سياق تلفيق إسرائيل التهم لـ " داعش" يعتقد " الدجني " أن إسرائيل تستغل هذه العملية في إطار ادخال "داعش" على خط العمل السياسي وتحاول توظيف العملية في خدمة دخولها التحالف الدولي والإقليمي ضد الإرهاب، وهي تنظر الى التحالف الاسلامي العسكري فرصة تاريخية من اجل اقتحام العالم الاسلامي من أوسع أبوابه، موضحاً أنها تريد أن ترسل رسائل مفادها ان العدو المشترك للتحالف الاسلامي العسكري هو تنظيم الدولة وايران وتوظف هذا من اجل الايحاء لكل العالم والتنظيمات أن التهديد مشترك وبإمكان إسرائيل ان تدخل  هذا التحالف .

يشار إلى أن العملية وقعت في شارع " ديزنكوف " وهو من أكثر الشوارع الإسرائيلية في تل أبيب أهمية وتفضيلاً بالنسبة للسياح، وذكرت مواقع عبرية أن عملية أمس أعادت الذاكرة  سلسلة الهجمات التي كانت تضرب تل أبيب وخاصةً تلك الكبيرة التي وقعت في شارع ديزنكوف، إحداها أدلى إلى مقتل 23 إسرائيليا وإصابة 104 آخرين، وإحداث أضرار كبيرة بالمنطقة، لتعتبر من أكبر العمليات التي شهدتها إسرائيل،خلال عملية تفجيرية عن طريق حزام ناسف يزن 20 كيلو غراما، في حافلة بجانبها حافلة أخرى.