لم يأتِ اللقاء مع الفنانة ميريام فارس فنياً هذه المرة إنما أشبه بجردة سريعة لأحداث فنية وخاصة شهدتها حياتها في العام 2015 وتحضيراتها للعام 2016، بالإضافة إلى التركيز على الحدث المنتظر الذي تترقبه مع ولادة طفلها. فمع مشارفة العام الحالي على الانتهاء، لمن وجهت ميريام فارس رسائل خاصة؟ وكيف تحدثت عن مراحل حملها وكيف تتحضّر لتجربة الأمومة؟
كيف تختصرين عام 2015 في حياتك؟
كان جميلاً، لا بل «بيجنن» (رائع)، لاسيما في ما يتعلق بالشق الشخصي في حياتي. فالعلاقة الجميلة بيني وبين زوجي اكتملت بأنها ستثمر عن ولادة طفل. والحمدلله، جميع أفراد عائلتي بصحة جيدة. أما بالنسبة للشق الفني، فقد كان أيضاً عاماً رائعاً. إذ أصدرت ألبومي «آمان» وحققت كل أغنياته نجاحاً. وأحييت عدداً من الحفلات والمهرجانات في كافة أنحاء الوطن العربي. وبالتأكيد، ما أزال أحافظ على الأشخاص ذوي الذبذبات الإيجابية حولي وأبتعد عن الأشخاص السلبيين في حياتي.
ما أسوأ شيء مررت به في العام 2015؟
التسمم الذي أصابني كان الأسوأ وتزامن مع بداية العام. كان الأمر صعباً للغاية؛ لأنه لم يكن تسمماً عادياً إنما من نوع السالمونيلا أي أعلى درجات التسمم. وأخذ الأمر مدة غير قصيرة لأتخطاه نفسياً وجسدياً.
هل خفت من الموت؟
«شفت الموت بعيوني». في لحظة من اللحظات، شعرت أن لا أمل لي بالشفاء. إذ كنت في المستشفى وأخضع لكافة العلاجات ولا تقدم يذكر في حالتي. ولكنني كنت قوية كالعادة. وكنت أثق بالأطباء وأنني سأتخطى هذا الأمر.
هل تشاءمت كون الحادثة تزامنت مع بداية العام؟
لا. (ضاحكة) كل من حولي قالوا لي«أصبت بالعين»، معتبرين أن مرضي تزامن مع إعلاني خبر زواجي. ولكنه أمر وحصل لي. ولم أكن في تلك الفترة الوحيدة التي أصيبت بهذا الفيروس في لبنان.
لمن توجهين رسالة عتب مع نهاية العام؟
لا أعاتب أحداً كي لا يعاتبني أحد.
ما الرسالة التي توجهينها لطفلك المنتظر قدومه قريباً؟
أهم شيء أتمنى له الصحة.
ما الرسالة التي توجهينها لداني مع نهاية عام وبداية آخر؟
هذه الرسالة أقولها له كل يوم وكل لحظة «أنني سعيدة جداً معك وسعيدة لأنني اخترتك».
ماذا تتمنين لنفسك في العام الجديد؟
أتمنى أن أكون أماً صالحة وأن أدرك كيف أتصرف مع المخلوق الجديد (ضاحكة) الوافد إلى الكوكب. الأهم أن أستمر بتنظيم أموري كما كنت دائماً. وأتمنى الصحة لي ولعائلتي.
هل ندمت لعدم إطلالتك في رمضان 2015؟
إطلاقاً. ربما لو أطللت كنت سأندم لأنني كنت متأكدة أنني عاجزة عن حمل «100 بطيخة بيد واحدة». فأنا في هذا العام كنت أستعدّ لإصدار ألبومي «آمان» وتصويره. علماً أنني كنت أتلقى الكثير من العروضات الفنية للتمثيل، ولكن كان يستحيل عليّ أن أتفرغ للتمثيل في تلك الفترة. ففي العام الفائت، تفرغت أربعة أشهر لتصوير مسلسل «اتهام» ولم أقم بنشاطات فنية أخرى. وإذا عجزت العام المقبل أيضاً عن التمثيل فلن أمثّل. لقد اخترت التمثيل إلى جانب الغناء. ولست ملزمة بالتمثيل طالما أنني نجحت بتفوق كبير، لذا لست بحاجة لأبذل المزيد لأثبت أنني بارعة في هذا المجال. الكل أجمعوا على «شطارتي» بالتمثيل وأنا اكتفيت بهذا النجاح. وأنا أتلقى الكثير من العروض للتمثيل من منتجين وكتّاب وشركات إنتاج يقولون لي «وافقي لنبدأ بكتابة أعمال لك». ولهذه اللحظة، مازلت عاجزة عن اتخاذ قرار ما إذا كنت قادرة أو لا على الإطلالة في رمضان المقبل.
هل رسمت خطة للعام 2016؟
بالتأكيد. فأنا معروف عني أنني أضع خططاً على المديين القريب والبعيد. خططت من الآن أن تترافق ولادتي مع أغنية و«كليب». وسأعاود نشاطي الفني عبر إحياء الحفلات والمهرجانات، إن شاء الله، في الربيع العام القادم، بعد أن حددت فترة غيابي لمدة ثلاثة أشهر، وهي فترة الأمومة التي يفترض على كل أم أن تأخذها. وأخطط لتصوير أغنيتين خارج لبنان. وأتمنى أن تكون الأمور مسهّلة، إن شاء الله.
لهذا أخفيت الخبر في البداية
في أي شهر من الحمل أصبحت؟
في الشهر الثامن، علماً أن البعض يعتقد أنني مازلت في الشهر الرابع.
كيف كانت مراحل الحمل بالنسبة إليك؟ وكيف تلقيت الخبر؟
من الأسبوع الأول، أحسست بأمر غريب. وبدأت تظهر عليّ عوارض الوحام ليس من منطلق الشهية على الطعام، إنما الغثيان. ليست كل النساء يصبن بهذه العوارض. ولكن، صودف أن جسمي حساس. وقطعت بكل مراحل الوحام، أي بكل شيء ممكن أن تحسّ به المرأة ذات الوحام المزعج. قبل الإعلان عن حملي، عشت ثلاثة أشهر في سانتوريني (في اليونان) حيث اختفيت هناك، فكنت ألازم السرير طيلة الوقت أو أجلس في فناء المنزل أتنشّق هواء «سانتوريني»، عاجزة عن القيام بأي شيء آخر.
تحدثت عن الوحام المزعج المتعلق بالغثيان، ماذا عن الوحام الخاص بالشهية والإقبال على الطعام؟
بعد أن تخطيت مرحلة الثلاثة أشهر والنصف، صرت أقبل على الطعام بشهية وأتناول الحلويات العربية بكثرة، علماً أنني لم أكن أتناولها من قبل. (ضاحكة) الآن، إذا أتيتني الآن بصحن من القطر أشربه فوراً.
الولادة في لبنان
هل ستكون الولادة في لبنان أو في الخارج؟
في لبنان. موعد ولادتي سيكون في نهاية يناير (كانون الثاني) أو بداية فبراير(شباط) كحد أقصى. وامتنعت عن التصريح بجنس جنينها رغبة منها بتركه مفاجأة.
كيف تعتقدين ستكون تجربتك بالأمومة؟
أفكر كثيراً بهذا الأمر ويقلقني ماذا سيجري وكيف سأتصرف؟ كل هذه الأمور تشغلني وأتشارك بها مع داني. وهو يقول لي إنه أمر طبيعي أن أفكر بكل هذه الأمور، خاصة أن داني صار يقرأ كثيراً عن الحمل والمرأة الحامل. أنا بانتظار لحظة الولادة لأرى كيف سأتعايش مع الموضوع وبما سأشعر.
هل تخافين من لحظة الولادة وأوجاعها؟
أترك الأمر لله. لقد قررت منذ لحظة توقيف عملي أن أتعمّق بهذا الموضوع. حالياً، أنا أتابع دورات تدعى «دورات ما قبل الولادة» تختصّ بإعطاء كافة الشروحات منذ لحظة تكوين الجنين إلى ما بعد الولادة. وهكذا، تدخل المرأة إلى غرفة الولادة وهي تدرك كل ما يجري. أشعر بالراحة لمعرفتي كل هذه الأمور. أذكر أنني في أول دورة شاركت بها قلقت كثيراً لدرجة البكاء. شعرت أنه ربما من الأفضل أن لا أعرف شيئاً عن هذا الأمر. لاحقاً، صرت أتقبّل الأمور أكثر وأكثر خاصة أنني أقرأ الكثير من الكتب المتعلقة بكل مراحل الحمل. إذ وجدت أنه عليّ أن أكون على معرفة وإدراك بالأمور كافة وما يجري حول الولادة وبعدها؛ لأعرف كيف عليّ التصرف وأنا أكون هادئة قدر المستطاع وأنا أثق بالناس حولي والطبيب والمستشفى.
لهذا أحتضن طفلي في الصور
تبدين في صورك كافة وأنت تحتضنين بطنك بيديك وتنظرين إليه بابتسامة من القلب وكأنك متشوقة جداً للأمومة، لماذا تركزين دائماً على هذه اللقطة؟
كنت سابقاً عندما يقولون لي: «نريد التقاط صورة لك»، أتخذ لاشعورياً وضعية معينة للصورة واشتهرت بها لاحقاً وهي وضع يدي على خصري. والآن، عندما أشعر أنني أريد أن أتصور مع طفلي أحضنه لاشعورياً بسرعة. مع الأشهر المتقدمة، يصبح بين المرأة الحامل وجنينها أحاسيس غريبة وتصبح هناك علاقة تواصل بينهما. أنا أغني كثيراً لجنيني الذي لدى سماعه غنائي يبدأ القيام بحركات مختلفة عن تلك التي يقوم بها عادة. وأشعر كأنه يردّ عليّ وأنا أتحدث إليه. أنا أتواصل معه بالغناء.
في مقابل الناس الذين شعروا بعاطفة كبيرة عندما تحتضنين بطنك وأنت تتصورين، هناك من أشار إلى أنك تستعرضين حملك بهذه الطريقة، ماذا تقولين لهم؟
لا أقول لهم شيئاً. لطالما اتبعت سياسة عدم الردّ. أقرأ الكثير من التعليقات السلبية، ولكن معروف عني أنني لا أردّ ولا أحذف التعليقات. وهناك الكثير من التعليقات السيئة جداً ومنها ما يدعو عليّ بالسوء. ليس كل متتبعينا يحبوننا. هناك أشخاص يغارون وآخرون يريدون التكلم لمجرد التكلم.
ما عدت تتأثرين؟
طيلة حياتي لم أتأثر بهذه الأمور. أزعل قليلاً على الفنانين الذين يتأثرون بهذه التعليقات السلبية. نرى بعض الفنانين يردّون على أصحاب التعليقات السيئة، كلاماً أو تسجيلاً بالفيديوهات. وأنا أقول لهم فليتكلموا دعوهم وشأنهم.
بين ميريام وكيم كاردشيان
كثيرون شبّهوا طريقة لباسك بطريقة لباس النجمة العالمية كيم كاردشيان.
من يريد التكلم فليتكلم بما يشاء. باتوا عندما يرون نجمتين تحملان نفس الحقيبة يبدأون بالمقارنة بينهما. فكيف إذا كانتا حاملين؟ أنا لا أشعر أن هناك تشابهاً. طريقة حملها مختلفة عن طريقة حملي وشكل جسمنا مختلف أيضاً.
ربما وجدوا ذلك من خلال ارتدائك الملابس الضيقة مثلها على البطن؟
وماذا علينا أن نرتدي كيساً من الخيش مثلاً؟! هي ملابس حمل عادية. بالمناسبة، ملابس الحمل غير جميلة.
ثمة فنانون قرروا إبعاد أولادهم عن الأضواء وآخرون يحبون إظهارهم، أي خط ستعتمد ميريام فارس؟
«أنا على بالي» مشاركة الناس فرحتي بهذا الأمر لشعوري أن الطفل في هذه المرحلة العمرية لن يتعرض لمضايقات ولن يواجه المشاكل؛ لأن كل الأطفال متشابهون في مثل هذه السن. لذلك، (ضاحكة) إن أظهرت طفلي فهو لن يواجه المشاكل التي كان والده يخشاها، والتي منعته من الظهور ويريد أن يستمر على هذا المنوال، أي عدم الظهور في الأضواء. في أول فترة، لا مشكلة لدي بإظهار طفلي في الإعلام أريد أن أظهر صورته لغاية أن يقرر هو مستقبلاً إن كان يحب الاستمرار في الأضواء أم لا.
شعر الناس أنك ستمنعين إبراز طفلك في الأضواء تماماً كما حصل مع زوجك؟
هي مسألة قناعة. لست أنا من يمنع داني من الظهور إنما هو من لا يحب ذلك. أنا، بالعكس، أحب أن يرى الناس زوجي وشكله وجماله. لكنه يقول لي: «أنا تزوجتك أنت وليس الناس وأريد التنقل بحريّة. أنا لست مشهوراً ولا أحب أن أكون تحت الأضواء. أنا شخص هادىء البال». هذا قرار شخصي منه إنما الطفل ليس له قرار بعد (ضاحكة) وأنا من يتخذ قراراً عنه في الوقت الحاضر لغاية أن يعبّر هو عن نفسه ويقرر ماذا يريد.