8 سنوات على معركة "العصف المأكول".. ومشاهد الدمار والمجازر مازالت محفورة في ذاكرة الغزيين

الصف المأكول
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

يوافق، اليوم الخميس، الذكرى الثامنة لبداية معركة العصف المأكول التي أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في مواجهة عدوان الاحتلال على قطاع غزة والذي استمر 51 يوماً.

وبالرغم من مرور 8 سنوات على حرب 2014، إلا أنّ مشاهد الدمار والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي مازالت محفورة في ذاكرة الفلسطينيين.

بداية الحرب

في الـ7 من يوليو 2014 أشعل العدو فتيل المعركة، بحرق مغتصبيه الطفل الفلسطيني "محمد أبو خضير" في شعفاط بالقدس المحتلة وقصف نفق للمقاومة في رفح، ليقرر القسام الردّ بشكل قوي على العدو، ويطلق معركة "العصف المأكول" في مواجهة عدوان الاحتلال.

وشرع جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة باستهداف البنية التحتية للقطاع، ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم على فصال المقاومة، وأطلق العدو اسم "الجرف الصامد" على عدوانه.

وفي اليوم الأول من العدوان استدعى جيش الاحتلال 40 ألفًا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة مروعة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدًا و28 جريحًا فلسطينيًا، ثم توالت المجازر بحق عدة عائلات، وقصفت المباني والمساجد والأبراج السكنية والبنية التحتية في غارات جوية مكثفة.

وأبدت الفصائل مقاومة شرسة على مدى أيام العدوان، وردت بقصف مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسية والمستوطنات داخل فلسطين المحتلة، مثل القدس وتل أبيب ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولًا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.

وأظهرت الفصائل قدرة قتالية وتطوير لآلياتها في المقاومة بشكل لم يتوقعه الاحتلال الذي لجأ إلى "القبة الحديدية" في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وأعلن عن تدمير عدد منها.

وشهد اليوم الثاني من العدوان تنفيذ كتائب القسام عملية إنزال بحري داخل قاعدة "زيكيم" العسكرية، ثم قصفت مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة لأول مرة بصاروخ R160، إضافة لاستهدافها مدينة "تل أبيب".

الشهداء والإصابات

واستشهد خلال عدوان 2014، 1742 فلسطينيًا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلًا و302 امرأة، بالإضافة إلى 340 مقاومًا، وجرح 8710 من مواطني القطاع، وفق ما ذكر تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

كما تسبب العدوان، بإصابة 302 سيدة، منهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما أصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدًا بالكامل و109 مساجد جزئيًا، وكنيسة واحدة جزئيًا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلًا، وأصبحوا بلا مأوى.

وعلى صعيد خسائر "إسرائيل"، فقد قُتل 64 جنديًا وستة مستوطنين، وفق اعترافات الاحتلال، ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضاً جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية، وغيرها.

أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحًا، فضلًا عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار وغيرها.

أسرى الاحتلال 

كما أعلنت كتائب القسام خلال الحرب في يوليو 2014 عن أسر الجندي أورون شاؤول أثناء تصديها للاجتياح البري شرق مدينة غزة، فيما اختفت آثار الضابط هدار جولدن في الأول من أوغسطس 2014 شرق مدينة رفح بعد عملية للقسام.

ولا يقتصر المفقودون في غزة على "هدار وشاؤول"، فقد سمحت الرقابة الإسرائيلية في يوليو 2015 بنشر نبأ اختفاء الإسرائيليين "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية، وهشام السيد، بقطاع غزة، بعد تسللهما من السياج الأمني شمال القطاع.