هآرتس: هكذا تلعب الطبقة الأكاديمية في إسرائيل دور السيدة ماكبث على مسرح الأبرتهايد

حجم الخط

ميخائيل سفارد – هآرتس

 

نبأ قرار رؤساء الجامعات الموافقة على طلب المؤسسة التي تسمى جامعة أريئيل، وضمها إلى منتدى لجنة رؤساء الجامعات “فارا”، نبأ مر دون انتباه. بعد سنوات من نضال الجامعات الإسرائيلية ضد الاعتراف الذي فرضه المستوى السياسي بمؤسسة موجودة في مستوطنة “أريئيل “كجامعة إسرائيلية (معارضة نبعت من الخوف من تقليص نصيبها في كعكة الميزانية)، وبعد تصميم لبضع سنوات بعدم ضم رؤساء المؤسسة الموجودة في شومرون لـ “فارا”، فإن رؤساء الجامعات (العبرية، وتل أبيب، وحيفا، وبن غوريون، ومعهد وايزمن، والتخنيون، والجامعة المفتوحة، (وبالطبع جامعة بار إيلان)، لم يسلموا فقط بضم إسرائيل للضفة، بل ساهموا فيه وعززوه.

لقد وافقت اللجنة على ضم مؤسسة أقيمت على أراض محتلة ومسروقة إلى “فارا”، وهي مؤسسة لا تخدم السكان غير اليهود المحيطين بها (باستثناء، في أفضل الحالات، مزود عمل للنظافة وعمال الحدائق). مؤسسة هي جزء من مستوطنة تستخدمها كذريعة للمس بحرية التجمعات المضطهدة الموجودة في محيطها. بهذا، حوّل رؤساء “فارا” لجنتهم إلى جسم يسهم في مشروع سلب الملكية وترسيخ منع الحقوق الأساسية عن ملايين الأشخاص، وإلى شريك فعال في تعميق الأبرتهايد. من الآن فصاعداً لا تقولوا “لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية”، بل قولوا “لجنة رؤساء جامعات أرض إسرائيل الكاملة واليهودية”.

بعد بضعة أيام على ذلك، عقد منتدى المنتجين الوثائقيين، المنظمة التي بواسطتها ينتجون أفلاماً وثائقية إسرائيلية ويطورون الفرع الذي يعملون فيه، جلسة خصصت لتعرض على المنتجين صناديق السينما الإقليمية ومعايير للحصول على الدعم منها. وقد قام رؤساء هذا المنتدى أيضاً بدعوة “صندوق سينما شومرون” الذي يشجع إنتاج سينمائي في الضفة الغربية، كي يعرض نفسه على المنتجين. مرة أخرى، يدور الحديث عن تعاون مع جسم هو جزء من آلية الأبرتهايد الإسرائيلي في الضفة. “صندوق سينما شومرون” يساعد في إنتاج سينمائي لمواطنين إسرائيليين فقط وبشروط تضمن أن جزءاً كبيراً من الإنتاج ينفذ في المستوطنات، أو من قبل طاقم يعيش فيها.

بناء على ذلك، فإن الصندوق، رغم أنه يشرف على كل الضفة الغربية، يستبعد منتجين غير يهود من المنطقة، أو أي منتجة إسرائيلية نقية لن تلبي شروط العتبة إذا كان فيلمها قد أنتج في قرية أو بلدة فلسطينية لا تقع في مناطق “ج”، أو إذا كانت تشغل طاقماً فلسطينياً (تعيش في مناطق “ج” نسبة صغيرة من الفلسطينيين). على أي حال، في موقع الصندوق قائمة “مستوطنات في يهودا والسامرة”. هذه قائمة تمثل تجسد الخيال العنصري للتفوق اليهودي – لا يوجد فيها أي بلدة فلسطينية.

الأموال التي يعطيها “صندوق سينما شومرون”، لإنتاج أفلام الفيديو، والتسهيلات السياسية التي يعطيها ضم المؤسسة الموجودة في “أريئيل” لـ “فارا”، وإسكات أصوات الانتقاد في الثقافة، كل ذلك هو الإسفلت الذي يستخدم لتعبيد شارع من مسارين، جديد وجميل، فوق ساحة الجريمة. هكذا يعطي أكاديميون ومثقفون ختم الشرعية لتقسيم الاحتلال، وليأكل الشعب بصحة وعافية. ولكن الرائحة، يا للرائحة. أنتم نتنون وفاسدون أيها الأصدقاء. هذه الرائحة التصقت بكم ولن تزول، وسترافقكم حيثما تذهبون، هي مثل بقع الدماء الموجودة على أيدي السيدة ماكبيت.