الحزن تجربة صعبة للغاية، وقد تمر بمجموعة من المشاعر وأنت خلال حالة الحزن، ليس ذلك فحسب، بل قد تواجه أيضًا مشاكل أخرى، مثل صعوبة النوم أو أعراض الاكتئاب.
وفي الحقيقة، يبدو الحزن تجربة مختلفة من شخص لآخر، لذا فإن كيفية تجربته وكيفية تأثيره على صحتك العامة فردية للغاية، لذلك إليك ما تحتاج لمعرفته حول الحزن وتأثيره على النوم، حيث قد يتسبب الحزن في مشاكل صحية جسدية وعقلية أخرى أيضًا.
هل يمكن أن يسبب الحزن الأرق؟
الحزن عملية صعبة ولكنها طبيعية قد يمر به الشخص بعد الخسارة، مثل وفاة أحد أفراد أسرته أو بعض الصدمات الأخرى، وهناك العديد من ردود الفعل التي قد يمر بها الشخص خلال الحزن، بما في ذلك الصدمة والإنكار والقلق والغضب، إلى جانب فقدان النوم (الأرق) والشهية.
والأرق هو اضطراب في النوم حيث يعاني الشخص من صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا أو الحصول على نوم جيد، وأي شيء من سوء نظافة النوم إلى التغييرات في جدول الشخص يمكن أن يسبب ذلك.
ويمكن أن يستمر الأرق من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، ومع ذلك، يحدث الأرق المزمن عندما يصبح فقدان النوم منتظمًا ويستمر لفترة طويلة، وبشكل عام، يتم تعريف الأرق المزمن على أنه مشكلة في النوم لـ3 ليالٍ أو أكثر في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل.
ماذا يفعل الحزن بجسمك ؟
الحزن الحاد هو الحزن الذي يشعر به الشخص بعد فترة وجيزة من الخسارة أو الفقدان وحتى عام بعد ذلك، وقد تشمل الأعراض البكاء والأرق، وفي الحالات الشديدة، قد يعاني الشخص أيضًا من نوبة قلبية، حيث أن متلازمة القلب المكسور تحدث عندما يتوقف البطين الأيسر للقلب عن ضخ الدم بكفاءة، وهي مضاعفات أخرى محتملة للقلب، وقد تحاكي أعراض النوبات القلبية.
يمكن أن تشمل أعراض الحزن الأخرى:
مشاكل الجهاز الهضمي
ألم المفاصل
الصداع
الدوخة
التعب
مشكلة في التركيز
ضعف جهاز المناعة
ولقد قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي مؤخرًا بتحديث كتيبها للمهنيين في مجال الصحة العقلية، حيث يتضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الآن مصطلح «اضطراب الحزن المطول» للأشخاص الذين يأتي حزنهم مع ألم عاطفي شديد ويمكن أن يكون مزعجًا لحياتهم.
ماذا يفعل الأرق بالجسم ؟
على المدى القصير، قد يبدأ الأرق في التأثير على قدرة الشخص على التركيز أو تذكر الأشياء، ومع مرور الوقت، فقدان النوم يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية المزمنة، بما في ذلك:
الاكتئاب: يمكن أن يسبب الاكتئاب الأرق، لكن استعادة النوم يمكن أن تحسن الاكتئاب.
مرض السكري من النوع الثاني: يرتبط عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بارتفاع مستويات الهيموجلوبين في الدم والسكري
أمراض القلب: قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من حالات تقلل من جودة النوم ومدته، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب.
السمنة: قد تؤدي صعوبة النوم إلى تغيير عملية التمثيل الغذائي للشخص، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
تشير الأبحاث الأخرى حول الحزن والنوم إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى التهاب في الجسم، وزيادة الاستجابة الشائعة للتوتر، والعديد من الحالات الصحية الالتهابية المزمنة.
كيف تنام خلال مرورك بحالة من الحزن ؟
قد يكون من الصعب النوم والنوم جيدًا عندما تكون حزينًا، والخطوة الأولى هي ألا تشعر بالإحباط من نفسك إذا حدث ذلك، امنح نفسك الصبر لتجاوز هذا الوقت الصعب، وعندما تكون جاهزًا، فكر في تجربة بعض هذه النصائح لمعرفة ما إذا كانت تساعدك في الحصول على مزيد من الراحة وتحسين نومك العام:
قم بإنشاء روتين: قد لا تمر بالحياة بنفس الجدول الزمني أثناء الحزن، لكن العودة إلى نمط متوقع من الأكل والنوم والنشاط يمكن أن يساعد عندما يتعلق الأمر بالراحة.
حدد وقت النوم: يمكن أن يتضمن جزء من روتينك الجديد تحديد وقت نوم يمكن التنبؤ به ووقت الاستيقاظ، وذلك حتى يتمكن جسمك من العودة إلى عادة الشعور بالتعب في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.
تخلص من عوامل التشتيت: قم بإزالة الأشياء من مساحة غرفة نومك التي تشتت انتباهك عن النوم، وقد يشمل ذلك التلفزيون أو الهاتف الذكي، كما يمكن للضوء الأزرق من الشاشات أن يعطل نومك أحيانًا.
تجهيز غرفة نومك للنوم: استخدم ستائر التعتيم لجعل الغرفة مظلمة وآلة ضوضاء بيضاء للتغطية على الضوضاء الخارجية، والتهوية الجيدة مهمة أيضًا للنوم الجيد.
التمرين: قد يكون التمرين هو آخر شيء يدور في ذهنك هذه الأيام، ومع ذلك، فإن المشي أو الدخول في حركة أخرى كل يوم قد يساعدك على النوم بسهولة أكبر في الليل، فقط تأكد من عدم ممارسة الرياضة قبل النوم مباشرة.
تجنب الوجبات الكبيرة والكحول والكافيين بالقرب من وقت النوم: تجنب الوجبات الكبيرة قبل الذهاب إلى الفراش، حيث قد يؤدي تناول الكحول والكافيين قبل النوم بوقت قصير إلى صعوبة النوم، وقد يساعدك كوب من الشاي على النوم.
قد يكون إجراء كل هذه التغييرات دفعة واحدة أمرًا ساحقًا، لذلك حاول البدء بالتدريج ثم شق طريقك إلى المزيد مع مرور الوقت، وقد تكتشف أن القيام بشيء واحد، مثل إنشاء روتين، يفسح المجال للأمور الأخرى، مثل التمارين المنتظمة، فقط التزم بها قدر الإمكان، وبمرور الوقت، قد تجد أنك تنام بشكل أفضل.