اتفاقات إبراهيم حسنت مكانة إسرائيل الإستراتيجية .. ولكن

حجم الخط

بقلم: موشيه ماعوز

 

 



وقعت اتفاقات إبراهيم في البيت الأبيض في أيلول 2020 بين إسرائيل، الإمارات، والبحرين، بينما انضم السودان والمغرب بعد بضعة أشهر. يوجد الآن توقع في إسرائيل بأن تنضم السعودية ودول عربية وإسلامية اخرى الى الاتفاقات في المستقبل القريب. غير ان هذه الاتفاقات لم تشر صراحة الى التهديد الإيراني والقضية الفلسطينية، اللذين يقلقان إسرائيل جداً، واهداف إسرائيل المركزية في تحقيق «اتفاقات التطبيع» – حسب ادارة الرئيس بايدن الذي وصل، أول من امس، الى إسرائيل – كانت ولا تزال تحسين مكانتها الاستراتيجية الاقليمية كعلاقاتها مع الدول العربية والاسلامية، في ظل صد العدوان الإيراني من خلال منظومة دفاع جوي، الى جانب قطع حل المشكلة الفلسطينية عن العلاقات الاستراتيجية والدبلوماسية مع الدول العربية والاسلامية، في ظل الحفاظ على الوضع الراهن والامتناع عن ضم مناطق في الضفة الغربية.
منذ وقعت اتفاقات ابراهيم سجلت إسرائيل انجازات إقليمية ذات مغزى، لكن من المشكوك فيه ان يكون بوسعها الاعتماد على الولايات المتحدة، السعودية، ودول عربية اخرى في صد العدوان الإيراني. «تصريح القدس» لبايدن هو ذو أهمية كبيرة في هذا السياق، ولكن يمكن التقدير انه هو ايضا لن يقرر مهاجمة المنشآت النووية في إيران، وسيفضل التوقيع على اتفاق نووي جديد. كما أن السعودية والإمارات تخشيان من مواجهات عسكرية مع إيران، وتقيمان معها علاقات اقتصادية متفرعة. يخشى النظام السني في البحرين ثورة الأغلبية الشيعية في الدولة – نحو 80 في المئة، بمن فيهم الإيرانيون – في حالة مواجهة عسكرية مع إيران، وكذا دول أخرى في الخليج الفارسي – العربي لا تميل لتنضم الى حلف عسكري ضد نظام آيات الله: العراق، مع 60 في المئة من الشيعة؛ الكويت، مع 40 في المئة من الشيعة، ونحو 50 الف إيراني آخرين؛ قطر، مع 20 في المئة من الشيعة، والتي تتشارك مع إيران في حقل الغاز الاكبر في الخليج؛ واليمن، مع 35 في المئة من الشيعة – زيديين يتحكمون بأغلبية الدولة.
باستثناء إسرائيل، فان كل الدول الموقعة على اتفاقات ابراهيم تؤيد حل الدولتين. السعودية ودول عربية واسلامية اخرى، كمصر والأردن، تركيا، اندونيسيا والباكستان، تشترط المصالحة والتطبيع مع إسرائيل بهذا الحل. ومع ذلك فإن دولاً عربية غير قليلة شجبت بشدة إسرائيل على عدوانها ضد الفلسطينيين. وأظهرت استطلاعات في العالم العربي انه توجد مقاومة جماهيرية شديدة لاتفاقات ابراهيم، بسبب استمرار احتلال المناطق الفلسطينية.
حسنت اتفاقات إبراهيم جداً المكانة الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة، لكنها لم تنتج مصالحة مع الشعوب العربية والاسلامية. وقعت الانظمة العربية على هذه الاتفاقات بسبب مصالح سياسية، أمنية واقتصادية، وبخلاف الايديولوجية العربية الموحدة وارادة اغلبية السكان. وهي تتوقع مساعدة إسرائيلية في تعزيز امنها القومي لكنها تخشى مساعدة إسرائيل في مواجهة عسكرية مع إيران. وهكذا سيواصل الفلسطينيون الاختناق تحت الاحتلال الإسرائيلي، وربما أيضا الكفاح ضده، بينما تصبح إسرائيل أكثر فأكثر دولة ابرتهايد. قد تتخذ حكومة لبيد الجديدة سياسة براغماتية في الموضوع، فقد صرح لبيد منذ الآن بأن إسرائيل محبة للسلام وان الفلسطينيين يستحقون «حياة افضل»، إذ بزعمه معنى ضم الفلسطينيين هو دولة ثنائية القومية ونهاية الصهيونية.

 عن «يديعوت»