ولو طارت ال عال فوق كل الدول العربية.. سوف يبقى ركابها متسللون

zenIj.jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 وبإشراف جهاز الموساد ، وقّع الاحتلال الاسرائيلي صكوك تطبيع جوي مع أكثر من عاصمة عربية بينها السودان والمغرب ودول في الخليج العربي. لكن هذا لا يعني ان طائرات الاحتلال العسكرية والمدنية لم تكن تخترق اجواء العرب كل مرة .
ان الضغط الامريكي، والتهديد العسكري، والتهديد بالثورات المضادة ضد الانظمة العربية على طريقة الربيع العربي، لا يعني قبولا ولا يعني سلاما. بل هو شكل اّخر من اشكال الاحتلال الكولينالي لحواضر العرب .

ان دخول الطائرات الاسرائيلية الى اجواء السعودية لا يعني انتصار الاحتلال، كما لا يعني هزيمة القضية الفلسطينية. بل هو تعبير مباشر عن خوف الولايات المتحدة من وهن نفوذها، وتعبير واضح على خوف الاحتلال من المستقبل القادم.
تصدير الازمات الى الانظمة العربية لن يكون بديلا منطقيا للاحتلال. وفي كل يوم سوف يواجه الاحتلال السؤال الوحيد: لماذا تحتل شعبا اّخر بالقوة وبالنظام العنصري؟.

وطوال زيارة الرئيس الامريكي لم يجرؤ أي مسؤول اسرائيلي على الاجابة على هذا السؤال، وعلى اسئلة أخرى:
هل يستطيع اي اسرائيلي ان يرسم خارطة اسرائيل؟.
هل هناك دستور لاسرائيل؟.
هل هناك اصدقاء عرب لاسرائيل في كل الشرق الاوسط؟.

اما السعي لاستبدال العدو الاسرائيلي بعدو اّخر مثل ايران. فهي محاولة بائسة من احتلال عجز عن حل مشاكله. ويرى الامريكيون أن هناك اربع دول غير عربية في الشرق الاوسط وهي (تركيا - ايران - اثيوبيا - واسرائيل ). وتفترض النظرية الامريكية انه يمكن استبدال اسرائيل كعدو بهذه الدول من خلال افتعال حروب وتغذية صراعات على النحو التالي :
افتعال صراع بين اثيوبيا ومصر عبر سد النهضة.
افتعال صراع تركي سوري على شمال سوريا.
افتعال صراع خليجي ايراني على قضايا مذهبية وأمنية.

وبالتالي تخرج اسرائيل من دائرة الصراع وتختبيء في تحالفات وهمية كمحاولة لتوريط العرب في صراعات مع جيرانهم. وتحويل الاحتلال الاسرائيلي الى حليف مفترض.

والحقيقة ان اثيوبيا جار صديق منذ الرسالة المحمدية\ وهي دولة قبطية صديقة.
والحقيقة ان تركيا المعاصرة هي جار وحليف اقتصادي وهي دولة من اهل السنة.
والحقيقة ان ايران الفارسية هي جار صديق منذ الاف السنين ويجمعها مع العرب دينا أكثر مما يفرقها مذهبيا.


اما الاحتلال الاسرائيلي فعليه ان يحل مشاكله الامنية والوجودية قبل ان يهرب نحو تحالفات وهمية تذكرنا بحلف بغداد في الخمسينيات والذي انشاه الاستعمار ردا على ثورة جمال عبد الناصر في مصر.
وان مصير الناتو العربي لن يختلف عن مصير حلف بغداد.