عام 2016 هو عام عنصرية إسرائيل

dorit3
حجم الخط

 بقلم/ توفيق أبو شومر

إذا كان وصف إسرائيل بأنها آخر دولة احتلال في العالم، هو الوصف الشائع؛ فإن الوصف الآخر، غير الشائع، هو أنَّ إسرائيل لم تعد (الدولة الديمقراطية)!

فقد غزاها التطرفُ، وصادرها الحارديم المتزمتون، ويوشكون على تطهيرها مِن آخر جيوب اليسار!

إسرائيل عام 2016 هي (دولة اليهود اليمينيين المتطرفين)، هي دولة (الشريعة اليهودية)، هي دولة(الهيكل الثالث).

إسرائيل اليوم هي العدو اللدود لكل مظاهر الانفتاح، فوزارة الاستيعاب والهجرة تطارد يهود العالم بدعايات في الصحف الكبرى، ملخصها (احذروا الاختلاط، والامتزاج، والزواج من غير اليهود)!

                             ومن معالم القمع والفاشية ومصادرة الحريات في إسرائيل، ما جرى في آخر أيام عام 2015 عندما حظرتْ الرقابة في وزارة التعليم، روايةً (حاجز حياة) أو جدار حياة، للكاتبة، دوريت رافينان، على الرغم مِن أنَّ لجنة المناهج أجازتْ الروايةَ، لكي تكون مساقا دراسيا في الأدب، لطلاب الثانوية في إسرائيل!

ويعود سبب منع الرواية إلى مضمونها؛ فهي قصة حب تجمعُ بين شابة يهودية من تل أبيب، اسمها (ليئات)، وبين شابٍ فلسطيني، اسمه حلمي، من الخليل، يجمع بينهما الحبُّ في نيويورك، ولكنهما حينما يعودان إلى الوطن يفترقان، فتعود ليئات إلى تل أبيب، أما حلمي، فيعود إلى (جفنا) شمال رام الله

 هكذا يفرقُ الوطنُ بين المُحبيْنِ!

وقد علَّلتْ وزارة التعليم، التي يرأسها، نفتالي بينت، سبب منع الرواية:

" لأنها تؤجج الكراهية في نفوس المراهقين، وتضعف الانتماء القومي"!!

وقد شهد عام 2015 تنامي ظاهرة مصادرة الحريات والديمقراطيات، فقد احتجَّ الوزير السفاردي، إيلي يشاي، وزير تطوير النقب والجليل، على العنصرية والتمييز، ليس بين الفلسطينيين واليهود فقط، بل بين أكبر  طائفتين، السفارديم والإشكنازيم، فقد واظبت إسرائيل على تخليد أبطال ونابغي الإشكنازيم فقط، وتجاهلت كل مبدعي السفارديم، وكان آخر مظاهر التمييز، إصدار أكبر ورقة نقدية، مائتي شيكا وعليها صورة الشاعر الإشكنازي، ناتان ألترمان!

وجرى يوم 10/6 /2015  احتجاجٌ واسع في إسرائيل على قرار وزير الثقافة والرياضة، الليكودية، ميري ريغف، بشأن حرمان مسرح الميناء اليافاوي من الدعم الحكومي، وهو مسرح أطفال، لأن مديرَه الفلسطيني، نورمان عيسى، رفض تأدية عروض مسرحية في مستوطنات الضفة الغربية، في غور الأردن، احتجاجا على التوسع الاستيطاني في المناطق المُحتلَّة!
وفي الوقت نفسه قام وزير التعليم، نفتالي بينت، بمنع طلاب المدارس من حضور مسرحية:
(في الوقت نفسه)، التي مثلتها فرقةٌ فلسطينية في حيفا، فرقةُ مسرح الميدان، ورئيسها عدنان طرابشة، وألغى الوزير دعم الوزارة للمسرح.
ومن المعروف أن المسرحية تحكي قصة الفلسطيني وليد دقه، المدان باختطاف وقتل الجندي موشيه تمام 1984 ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقرر وهو في السجن تصميم آلة موسيقية( العود) ليعزف عليه حفل زفافه على محبوبته.
قامت عائلة الجندي تمام بالاحتجاج أمام بلدية حيفا، وقرر المجلس البلدي في حيفا، تشكيل لجنة تحقيق، مع إيقاف دعم المسرح بمليون شيكل سنويا.
هذه هي إسرائيل، التي أزالتْ مستحضراتُ الألفية، وشبكاتُ التواصل الاجتماعية كلَّ الأصباغ الزائفة عن وجهها، وبخاصة، قلم روج الديمقراطية، فظهرت على حقيقتها، بصورتها، دولة القمع والتطرف، وحكومة مصادرة الحريات!
 فهي إذن في بداية العام الجديد تستحق أن تُسمَّى:
(دولة الديكتاتورية والعنصرية)!!