توصلت دراسة حديثة انشرت بعنوان "ريتش: التجربة الراديوية للهيدروجين الكوني" في دورية "علم الفلك الطبيعي" اليوم الجمعة، إلى طريقة أو وسيلة "للنظر" من خلال الضباب الكوني الذي تشكل في البدايات الأولى لتشكل الكون ورؤية الضوء المنبعث من النجوم والمجرات الأولى في الكون.
وبحسب موقع سكاي نيوزعربية، يسمح البحث عميقا في الكون للعلماء بالعودة في الزمن بصورة فعالة والنظر في الأجزاء الأبعد للأكوان ما يعني رؤية الضوء القادم من بداياته، الأمر الذي يسمح لنا برؤية الكون عندما بدأ، غير أن القيام بذلك يعتبر صعبا، إذ إن المشهد مغمور بالضباب، حيث تكسوه سحب كثيفة من الهيدروجين، بالإضافة إلى التشوه الناتج عن الإشارات الأخرى التي يمكن أن تعترض طريق الإشارات البعيدة التي يبحث عنها العلماء الآن، وهذا يعني أنه، على الرغم من أن العلماء يعرفون قدرًا جيدًا عن الانفجار العظيم وبدايات الكون، وكيفية تشكل النجوم وتطورها لاحقًا، إلا أن الفترة الزمنية الفاصلة بينها لا تزال غامضة إلى حد كبير.
ونقلت صحيفة (اندبندنت) البريطانية، أن العلماء ما زالوا يعرفون القليل نسبيًا عن "الضوء الأول" للكون، عندما بدأت النجوم والمجرات في التحول والتشكل، فيما يقول باحثون من جامعة كامبريدج: "الآن، إنهم وجدوا طريقة جديدة تسمح لهم برؤية كل تلك الضوضاء البصرية، والعثور على الأشياء التي يبحثون عنها بالفعل".
وباستخدام هذه التقنية، سيتمكن علماء الفلك من مراقبة أقدم النجوم أثناء تفاعلها مع سحب الهيدروجين تلك، ويشبه العلماء هذا الأمر بتصميم مناظر طبيعية من خلال النظر في كيفية ظهور ظلالها وسط الضباب، ولإنشاء منهجية جديدة، جمع العلماء مجموعة من التقنيات من مجالات مختلفة تسمح لهم بفصل الإشارات الكونية عن التداخل ومن ثم فصلها والسماح للباحثين بتحليل الأجسام الفضائية على وجه التحديد.
ويأمل العلماء أن يتم إجراء مراقبة وتسجيل ملاحظات أفضل عندما نحصل على النتائج الأولى مرة أخرى من "التجربة الراديوية لتحليل الهيدروجين الكوني"، أو تجربة "ريتش".
وفي العام 2018، تم استعراض الصعوبات وتوضيحها عندما أفاد العلماء بأنه كان بإمكانهم رؤية أول ضوء يعمل في الكون، غير أن علماء الفلك وجدوا صعوبة في تكرار النتيجة، ويشتبهون في أن النتائج قد تكون ناتجة عن التداخل في التلسكوب، ولكن حاليا، ومع الطريقة الجديدة، قد يتمكن العلماء من العثور على الإجابة مرة واحدة وإلى الأبد.