عباس وفرص تشكيل حكومة وحدة وطنية...

11001755_10152619654246771_67495201465462843_n
حجم الخط

بقلم/ حسام الدجني

في خطاب جماهيري بذكرى انطلاقة حركة فتح، وخلال لقاء صحفي مع وكالة الشرق الأوسط كرر الرئيس محمود عباس إبداء رغبته في المصالحة مع حركة حماس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها الإعداد لإجراء الانتخابات. 
لم يتحدث الرئيس هذه المرة عن برنامج الحكومة المزمع تشكيلها، ولا الجهة التي سترأسها، واقتصر تأكيده فقط على مهمة إجراء الانتخابات. 
فما هو الجديد في تصريحات عباس؟، وهل هناك فرص حقيقية لإتمام المصالحة؟ 
هل هناك جديد في التصريح؟، أقول: نعم، صحيح أنه تصريح كرره الرئيس في أكثر من مناسبة، ولكن الجديد في البيئة المحيطة بالتصريح، وهي على النحو التالي: 
1- دخول تركيا بقوة على خط كسر الحصار باشتراطها كسره لعودة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان العبري، وهناك مؤشرات جيدة في هذا السياق. 
2- رغبة المملكة العربية السعودية في إنجاز المصالحة تمهيداً لتطبيق إستراتيجية المملكة التي تقضي باحتواء الإسلام الوسطي، وقد يكون الملك أبلغ الرئيس عباس بذلك خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة. 
3- حصول مصر على مقعد عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، إضافة إلى رئاستها للرباعية العربية، وذلك قد يمنح مصر مساحة للتحرك السياسي في الملف الفلسطيني، وحتى يتحقق ذلك لابد من مصالحة بين حماس وفتح تقودها القاهرة، أما على الصعيد الاقتصادي فقد تكون هناك رغبة مصرية بإنهاء أزمة معبر رفح وفتحه، وبذلك تحقق القاهرة هدفين، هما: 
أ‌.    التخفيف عن الفلسطينيين في قطاع غزة. 
ب‌.     زيادة التبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة، وبفضله تحقق مصر مداخيل مالية تصل قيمتها _حسب ما يرى مسئولون فلسطينيون_ إلى 3-9 مليارات دولار، إضافة إلى تنشيط السياحة في شرم الشيخ، وبدء عجلة التنمية في شمال سيناء، أحد أشكال محاربة "الإرهاب والتطرف". 
4- ربما تكون النقطة الغائبة عن الرأي العام هي اقتصاديات الطاقة، إذ ترى السلطة الفلسطينية وآخرون قطاع غزة موردًا ماليًّا وسياسيًّا هامًّا بفضل الغاز الموجود بوفرة على سواحله، وبذلك استقرار وأمن القطاع مصلحة لدول شرق المتوسط. 
5- قد يرى بعضٌّ أن الدخول في تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات قد يحرف بوصلة انتفاضة القدس، التي حتى اللحظة تصفها السلطة الفلسطينية بالهبة، خشية من تبعاتها الداخلية على مستقبل السلطة واتفاق أوسلو. 
فرص إتمام المصالحة: أعتقد أن ذلك ممكن، ولكنه يحتاج لمناخ جيد يهيئ لتعزيز الثقة بين الطرفين، وبحاجة أيضاً لبوادر حسن نية من الرئيس تجاه قطاع غزة وحركة حماس، ومطلوب من حماس خطوات مماثلة، على سبيل المثال: 
1- الإفراج عن كل المعتقلين الذين تطالب بهم حركتا فتح وحماس في الضفة وغزة.
2- إعلان البدء الفوري في خطوات توحيد المؤسسات، وإنهاء الأزمات والمشاكل الحياتية التي نتجت بسبب الانقسام. 
3- زيارة عباس يرافقه الأمناء العامون للفصائل إلى القطاع، وعقد الإطار القيادي المؤقت فيه، للبدء الفوري بخطوات تشكيل حكومة الوحدة، وتذليل العقبات أمام إتمام المصالحة.