"إسرائيل اليوم" : قصة غرام بين الجيش الإسرائيلي والمغرب ..

ارئيل كهانا.jpeg
حجم الخط

بقلم: أرئيل كهانا

 

 


وقع حدث مذهل، هذا الاسبوع، غرب أفريقيا: أجرى رئيس الأركان، افيف كوخافي، زيارة رسمية وعلنية إلى المغرب. استُقبل الفريق كوخافي، مثل وزير الدفاع بيني غانتس ووفود الجيش الإسرائيلي قبله، في الدولة العربية الرائدة بعناق حار، مجازاً وحقيقة. بالإجمال مرت سنة ونصف السنة منذ انضم المغرب الى زخم اتفاقات ابراهيم، واستأنف بصوت عال علاقاته العلنية مع إسرائيل.
لكن ليس مدار الحديث هو العلاقات الاقتصادية والمدنية فقط، بل الشهية الكبيرة لتعزيز العلاقات الأمنية. مناورات مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والجيش المغربي، وشراء أسلحة، وحتى فتح خطوط انتاج محلية لأسلحة إسرائيلية في المغرب، فما كان قبل سنتين خيالاً فانه اليوم على جدول الأعمال.
في تطور تاريخي لا يمكن التقليل من شأنه، أصبح الجيش الإسرائيلي أداة مركزية في بناء السلام. من جيش غايته الأصلية القتال عند الحاجة ضد الجيوش العربية أصبح اليوم اداة مركزية في تعزيز العلاقات معها. يستدعي هذا التحول تغييرا عميقا في أنماط التفكر للجيش الإسرائيلي، كما يقول مصدر سياسي ذو دور مركزي في تطوير هذه العلاقات.
الجيش الإسرائيلي ليس فقط الطرف المعطي في هذه العلاقات، بل أيضا الآخذ. في المغرب مثلاً تتعلم قواتنا كيف تتعاون مع جيوش أخرى. القيمة المركزية للجيش الإسرائيلي هي "الدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية"، لكن في المغرب الذي له جيش غربي قوي ومتطور، طوروا على مدى السنين علاقات وثيقة مع "الناتو"، جيش الولايات المتحدة، وقوات أُخرى. وفي الجيش الإسرائيلي يعتزمون التعلم من المغاربة كيف يمكن التعلم جيداً من الآخرين.
يوجد ايضا مجال عملياتي عاجل سيتعلمه مرؤوسو كوخافي من نظيره المغربي بلخير الفاروق وضباطه. يتصدى المغرب لمسيرات هجومية، منظمات ارهاب جهادية، واسلحة روسية وصينية من الأكثر تطوراً في العالم. مصدر هذه التهديدات، بشكل عام، هو الجزائر التي تصطدم في السنوات الاخيرة بالمغرب على مدى الحدود الهائلة التي بينهما، ضمن امور اخرى بسبب معارضة الجزائر علاقات الرباط مع القدس.
هكذا بحيث إنه في الوقت الذي يتوجه فيه المغرب الى الغرب فان جارته خصمه ترتبط بالشرق، بما في ذلك في المشتريات العسكرية. فقد اشترت الجزائر – ومن كان يصدق – دبابات من طراز T90، صواريخ ما فوق صوتية صينية وروسية على حد سواء؛ وكذا منظومات ضد الطائرات من طراز SM- اذكى من S400 التي تستخدمها روسيا في سورية، والتي تغطي عمليا كل أراضي إسرائيل.
ستخرج وفود من الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب الى حدود المغرب – الجزائر كي تتعلم ما هو معروف للمغاربة عن أسلحة حديثة من أرجاء العالم، وتطبق الدروس في اطار اعمال الدفاع عن إسرائيل. هذه هي احدى المنافع الفورية التي تستخلص من قصة الغرام بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي المتطور. كلمات مجرد كتابتها كان متعذراً حتى وقت قريب.


عن "إسرائيل اليوم"