حل الدولة أو الدولتين

slsE4.png
حجم الخط

 بقلم:حمادة فراعنة

 

 

في مقالة جماعية، شارك في صياغتها الثلاثي: أورلي شكا، جلعاد سار، وعامي أيلون، نشرتها صحيفة هآرتس العبرية قالوا فيها:

«إسرائيل عملياً تسمح بقيام مستوطنات في «إيتمار» و» حومش»، وتتعامل بعجز أمام «شبيبة التلال»، وظواهر قاسية من عنف المستوطنين، والأكثر أهمية أنها تستبعد بشكل فاقع أي حديث مع الفلسطينيين».

ويقولوا إن الرفض الإسرائيلي يماثل لاءات العرب في قمة الخرطوم عام 1967: «لا سلام، لا اعتراف بدولة فلسطينية، لا مفاوضات مع ممثلي الشعب الفلسطيني».

وهم يدركون أن سياسة التوسع والضم السائدة من قبل حكومة المستعمرة ستؤدي نهايتها إلى : «فقدان هوية الدولة، كدولة يهودية»، وستؤدي سياسة الضم الزاحف إلى قيام : «الدولة الواحدة التي ستقضي على المشروع الصهيوني، وستكون كارثة لنا نحن الإسرائيليين».

ويصفون ممارسات المستعمرة ونهجها على أنها : «مراوحة سياسية في المكان، وتقديس الوضع الراهن، وتجميله بمبادرات حُسن نية، وتعديلات بسيطة محلية».

لا يوجد وضوح أكثر من هذا، حيث تكمن دوافعهم، بالحرص على مشروعهم الصهيوني، وأن سياسة الضم والتوسع تُنهي مشروعهم الأحادي، في السيطرة المنفردة على فلسطين.

هذا الوضوح في قراءة مشهد سياسات المستعمرة وسلوكها، هل يماثله الوضوح بشكل كاف لدى القيادة الفلسطينية، ولدى الأطراف العربية التي تتعامل مع المستعمرة، وتراهن عليها، وتصفها أنها يمكن أن تكون دولة جارة صديقة ؟؟.

ينطلق كاتبوا هذا المقال من دوافع حرصهم على مشروعهم حتى لا يتبدد بسبب العامل الديمغرافي السكاني، وبعض قادة الأمن لديهم سبق لهم وقالوا أن المشروع الصهيوني ارتكب ثلاث حماقات إستراتيجية هي:

الأول أنهم سمحوا ببقاء 150 الف فلسطيني في مناطق الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، عام 1948، باتوا اليوم أكثر من مليون ونصف المليون مواطن عربي فلسطيني، يحمل مواطنة» إسرائيلي» .

ثانياً عدم طرد القطاع الأوسع من فلسطينيي القدس والضفة والقطاع على أثر الاحتلال الثاني عام 1967، وهم اليوم أكثر من خمسة ملايين يشكلون قاعدة قيام الدولة الفلسطينية في الضفة والقدس والقطاع.

ثالثاً أنهم سمحوا بعودة 350 الف فلسطيني من المنفى مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى فلسطين خلال الفترة الواقعة بين عامي 1994 و1999.

وبهذه المعطيات الواقعية يكون مشروع المستعمرة نجح في إحتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنه فشل إستراتيجياً في طرد كامل أعداد الشعب الفلسطيني وبات الفلسطينيون على أرض فلسطين ليسوا مجرد جالية صغيرة العدد، عديمة التأثير، بل شعب له وجوده وتراثه ويتطلع لأن يكون له مستقبل في وطنه.

زيارة بايدن الصديق الحميم للمستعمرة، لم يتمكن لا في قمة المستعمرة الثنائية، ولا في قمة جدة العربية المشتركة القفز عن الموضوع الفلسطيني واستحقاقاته، وهذا ما يجب فهمه والإقرار به، مهما قست الظروف وتعطلت البرامج واتسعت دوائر التطبيع.