وجه عمدة لندن بوريس جونسون انتقادا لما وصفه بالرؤى التخيلية لواقع أوروبا المرير، ودعا إلى ضرورة مواجهة السياسة المعادية للإسلام بتذكر ما يدين به الغرب لحضارة المسلمين في إسبانيا.
وأشار في ذلك إلى رواية -عنوانها الخضوع- قرأها في الطائرة وهو في طريقة لزيارة إسبانيا تخيل فيها المؤلف الفرنسي حال بلاده في فترة ست سنوات فقط مع اقتراب انتخابات الرئاسة الفرنسية والتنافس بيناليمين المتطرف والاشتراكيين وبروز حزب إسلامي جديد جاء من الضواحي تقوده شخصية كاريزمية من الجيل الثاني للمهاجرين انتهى به المطاف لتقلد السلطة في البلاد، بالاتفاق مع الاشتراكيين لإبعاد اليمين المتطرف، وما أعقب ذلك من ممارسات رأى فيها المؤلف خضوعا من الشعب الفرنسي للحكم الإسلامي.
وأشار جونسون في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إلى أن حبكة الرواية تبعث رسالة مرعبة وتلعب على وتر كراهية الإسلام والمسلمين "إسلاموفوبيا" وتجعل المرء يتساءل عما يمكن أن يكون عليه الأمر إذا كانت أوروبا تحت حكم المسلمين.
ويرى جونسون ضرورة التمييز بين الصورة الإسلامية المتطرفة التي يقدمها تنظيم الدولة في مدينة الرقةالسورية وبين الإسلام كدين يتبعه أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم لا يقلون سلمية أو محبة أو عطفا أو خيرية عن العالم الغربي.
وختم بأنه رغم الكآبة التي يبدو عليها العالم الإسلامي الآن فإن الأمر يستحق الاحتفال بعصر كان فيه للثقافة الإسلامية -في إشارة إلى حقبة حكم المسلمين للأندلس- على وجه التحديد عظيم الأثر والمساهمة في جعل الحضارة الأوروبية على ما هي عليه اليوم.