في إطار مساعي كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، لتحريك ملف إنجاز صفقة تبادل أسرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كشف أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم الكتائب، يوم أمس، عن استشهاد أحد عناصر وحدة الظل وإصابة ثلاثة آخرين أثناء حراسة أحد الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى القسام، خلال حرب مايو 2021 على غزّة، في تلميح إلي أنَّ أحد الجنود على قيد الحياة.
تفاصيل تغريدة أبو عبيدة
وفي تفاصيل التغريدة، قال أبو عبيدة: "إنّه في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول؛ والتي أسرت خلالها كتائب القسام جنديين صهيونيين سمحت قيادة القسام بالكشف عن تعرض أحد الأماكن خلال معركة سيف القدس العام الماضي لقصفٍ صهيونيٍ أدى إلى استشهاد أحد مجاهدي وحدة الظل وإصابة ثلاثةٍ آخرين أثناء قيامهم بمهمة حراسة أحد الجنديين"، مُردفاً: "نتحفظ على الكشف عن اسم الشهيد في هذه المرحلة لأسبابٍ أمنية، وسنُعلن عنه لاحقًا بإذن الله عندما تكون الظروف مواتية".
وتحتفظ حماس، بـ4 أسرى إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على قطاع غزّة صيف عام 2014، أما الآخران فقد دخلا القطاع في ظروف غير واضحة، ولا تُفصح الحركة عن مصير المحتجزين الأربعة ولا يُعرف مكان احتجازهم.
تلميحات لوجود جندي أو أكثر على قيد الحياة
بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، شاكر شبات، أنَّ تغريده أبو عبيدة، تأتي في سياق السعي لإنجاز صفقة تبادل أسرى؛ باعتبارها الهدف الأسمى لدى المقاومة الفلسطينية، والذي تحاول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إزاحته جانبًا؛ حتى لا يؤثر على المجتمع الإسرائيلي.
وقال شبات، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ توقيت تغريدة أبو عبيدة، يأتي بعد الأخبار التي تحدثت عن قيام عوائل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس بمسيرات جماهرية في المنطقة الجنوبية؛ للضغط على حكومة الاحتلال من أجل تحريك الملف؛ وبذلك تستغل المقاومة الأمر للضغط على الاحتلال".
وأضاف: "إنَّ توقيت الانتخابات- في نوفمبر المقبل- أحد الأسباب التي دفعت المقاومة لإطلاق التغريدة في هذا التوقيت"، مُستدركاً: "الجميع يُدرك حساسية الموقف لدى مجتمع الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض ترك أبنائه في جعبة المقاومة؛ وبالتالي الانتخابات تُشكل وسيلة للضغط من المقاومة على الاحتلال".
وبالحديث عن دلالة الإشارة في تغريدة أبو عبيدة إلى استشهاد أحد عناصر وحدة الظل أثناء حراسة أحد الجنود، قال شبات: "إنَّ الحديث بالتفاصيل عن دورية حراسة تم استهدافها في الحرب الأخيرة على غزّة؛ يعني أنَّ الحراسات كانت على أشخاص أحياء وليس أموات؛ وذلك في إشارة واضحة إلى أنّ الجنود أحياء".
وتابع: "الإشارة إلى أنَّ القصف الإسرائيلي أدى لقتل أحد الحراس وإصابة ثلاثة، عبارة عن نوع من الضغط على أهالي الأسرى الإسرائيليين".
وأكمل: "تغريدة أبو عبيدة، تضحد رواية الاحتلال بأنَّ الجنديين قد قُتلا؛ ولذلك لا تُريد تقديم ثمن للمقاومة من أجل إزاحة الغضب الشعبي عنها؛ لكِن التغريدة تكشف عدم تعاطي الحكومة الإسرائيلية بجدية مع ملف الأسرى المحتجزين".
أما عن احتمالية استجابة "إسرائيل" لتغريدة أبو عبيدة من خلال تحريك الوسطاء للملف، أوضح شيات، أنَّ الاحتلال رد بشكل رسمي من خلال وسائل إعلامه بتكذيب تغريدة أبو عبيدة، والادعاء بأنَّ هذا الملف خاسر وأنَّ الاحتلال لن يُقدم أيّ ثمن بشأنه؛ مُضيفاً: "الاحتلال صنف تغريدة أبو عبيدة كجزء من الحرب النفسية للضغط على أهالي الأسرى الإسرائيليين".
واستدرك: "لكِن تغريدة أبو عبيدة كان لها تأثير على أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين يستعدون لإقامة مسيرة في الجنوب للمطالبة بعودة أبنائهم"؛ مُستبعداً في ذات الوقت عقد صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال، بسبب عدم مقدرة الحكومة الحالية على إنجاز صفقة تبادل في هذا التوقيت.
الحكومة الانتقالية غير مستعدة لثمن الصفقة
من جهته، اتفق المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، مع سابقه بأنَّ تغريدة أبو عبيدة، تأتي في سياق تحريك المياه الراكدة في ملف الأسرى، وذلك في ظل وجود حكومة انتقالية من أجل الضغط عليها لإنجاز صفقة تبادل؛ باعتبارها صاحبة القرار في هذا الملف من خلال تحريك الرأي العام الإسرائيلي؛ خاصةً أنَّ ملف الأسرى قد طال أمده "منذ أغسطس 2014 تاريخ اعتقال الجنود الإسرائيليين".
وقال البطة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الفترة الزمنية لإنجاز الصفقة طال أمدها"؛ مُردفاً: "الموضوع ليس على طاولة بحث الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لأنّه في حال عدم وجود حراك سياسي في موضوع التبادل سيكون الحراك في أجهزة الأمن الإسرائيلية، لمحاولة كشف أماكن تواجد الجثث من أجل عدم دفع الثمن المطلوب في عملية التبادل".
وبسؤاله عن الهدف من تغريدة أبو عبيدة، بيّن البطة، أنَّ "الحراسة تُشير إلى وجود اثنان أحياء؛ حيث توضح التحليلات أنَّ الجندي شاؤول أرون ربما يكون حي".
وأشار إلى أنَّ الحكومة "الإسرائيلية" حاولت أنّ تُقيم جنازة عسكرية رسمية للجنديين باعتبارهم أموات، لكِن في حال تم الكشف بأنّهم أحياء سيؤدي إلى هزة داخل الاحتلال، لافتاً إلى احتمالية تأجيل الصفقة إلى ما بعد الانتخابات.
وختم البطة حديثه، بالقول: "إنَّ الاحتلال يُكثف من الجهد الأمني سواء لأمان أو الموساد أو الشاباك للبحث الحثيث عن الأسرى؛ لاستعادتهم بدون ثمن وهذا فشل، بدليل صفقة "جلعاد شاليط"- وفاء الأحرار في العام 2011-؛ لكِن إصرار القسام على شروطه في تبيض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين يدل على أنَّ الأمور تسير باتجاه صفقة تبادل مستقبلية".