أيامٌ قليلة وتنتهي طقوس احتفاء الأهالي بتفوق أبنائهم لتبدأ بعد ذلك رحلة القهر بسبب عدم المقدرة على الالتحاق في الجامعة، فالكثير من الآباء أمام الظروف الاقتصادية الصعبة في غزة، أصبحوا غير قادرين على تلبية طموحات أبنائهم.
ويلجأ بعضهم إلى تأجيل الحلم،و البعض الآخر سيضطر مرغماً على الاكتفاء بنتيجة التوجيهي، وهناك من سيتحمل ديناً مالياً إنّ وجد من يُقرضه، من أجل تحقيق حلم ابنه في الدراسة الجامعية خاصةً إذا ما كان يرغب بدراسة الطب، حيث لا يستطيع الكثيرين تسجيل أبنائهم لدراسة الطب بسبب ارتفاع تكاليفه.
المتفوقة روان غنام، من غزّة وهي كريمة الشهيد تيسير هاشم غنام، حصلت على معدل 94.9% في الثانوية العامة "الفرع العلمي" هذا العام، لكِنها لم تتمكن من معرفة نتيجتها في منزلها بسبب ظروف المنزل الصعبة، والذي لم يكن مهيئاً للدراسة طيلة العام.
وقالت روان، لمراسل وكالة "خبر": "إنّها كانت تطمح في معرفة نتيجتها وهي في منزلها"، لافتةً إلى أنّها واجهت صعاب الحياة وتغلبت عليها بالحصول على هذا المعدل المتفوق، رغم الظروف الاقتصادية والنفسية السيئة.
وعبّرن روان، عن أمانيها بأنّ يكون لها كيانها الخاص في المجتمع، مُتمنيةً أنّ يتوفر لها منحة دراسية، لتحقيق حلمها بالوصول إلى الجامعة.
من جهته، بيّن مهند وهو شقيق روان، أنَّه لا يستطيع مساعدة شقيقته في ظل الأوضاع الصعبة وعدم مقدرته على توفير فرصة عمل له بعد إنهاء دراسته الجامعية، أسوةً بغيره من الخريجين الذين لم يحصلوا على فرص عمل بعد انتهاء الدراسة الجامعية.
وأكمل مهند، في حديثه لمراسل وكالة "خبر": "روان كانت أثناء انقطاع التيار الكهربائي، تدرس على ضوء هاتف والدته"، مُناشداً الرئيس محمود عباس وقائد التيار الإصلاحي في حركة فتح محمد دحلان، والقياديين إسماعيل هنية ويحيى السنوار، بالعمل على توفير منحة لشقيقته روان من أجل استكمال دراستها الجامعية.