تتسابق الأجسام النقابية في فلسطين لتجديد شرعيتها من خلال إجراء الانتخابات الداخلية لها كنقابة المحاميين والأطباء والمهندسين؛ الأمر الذي حذا بمجموعة من الصحفيين والصحافيات إلى إطلاق دعوات عبر فيس بوك لإجراء الانتخابات لنقابة الصحفيين من خلال التوقيع على عريضة تدعم تحديد موعد محدد لإجراء الانتخابات المُعطلة مٌنذ عشر سنوات وذلك في وقت محدد ومعلوم لا يتجاوز تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
لماذا يريد الصحفيون الفلسطينيون الانتخابات؟
"الصحافيون الفلسطينيون، يستحقون نقابة قوية، مجلس أمانة عامة يعمل وفق برنامج واضح لخدمة الصحافة والصحافيين، يستحقون نقابة فاعلة وحاضرة، حارسة للحريات ومدافعة عن حقوقهم، زملائي، من أجل تصويب أوضاع هذه المؤسسة النقابية العريقة، وحتى نحمي هذه المهنة من التحديات الكبيرة، أدعوكم للمشاركة في التوقيع على هذا البيان، الذي يؤسس لمرحلة نضال نقابي لإصلاح وتصويب أوضاع مؤسساتنا الأم...نقابة الصحافيين"، بهذه الكلمات عبرت الصحافية نائلة خليل، عبر صفحتها على فيس بوك عن الأهداف المرجوة من الدعوات لإجراء انتخابات نقابة الصحافيين.
ويأتي إطلاق العريضة، في ظل عدم إجراء انتخابات دورية وفق القانون واللوائح الداخلية لنقابة الصحفيين منذ عام 2012، وتأجيل الانتخابات منذ سنوات بذريعة الانقسام، وعدم الالتزام بمواعيد انتخابية سبق تحديدها، جاءت عقب تكليف الزميل ناصر أبو بكر نائب نقيب الصحفيين كمُسير لها منذ عام 2016، بعد استقالة النقيب السابق المرحوم عبد الناصر النجار.
ويُطالب الصحافيون والصحافيات في العريضة، بإجراء الانتخابات لنقابة الصحفيين في وقت مُحدد ومعلوم، على أنّ لا تتجاوز شهر تشرين الأول/ أكتوبر، والالتزام بالموعد المحدد، واقتراح إشراك لجنة الانتخابات المركزية كجهة مُحايدة للإشراف على العملية الانتخابية كاملة.
وكذلك تدعو العريضة إلى تصويب ملف عضوية نقابة الصحفيين، بما يشمل تنقيح الأسماء وإعادة فرزها وفق النظام الداخلي للنقابة من قبل لجنة العضوية، بالإضافة إلى فتح باب العضوية وفقًا للنظام الداخلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، للانضمام إلى النقابة وتجديد العضوية.
وأكّد البيان على ضرورة نشر وتسليم التقارير المالية والإدارية خلال الانتخابات، بحيث تكون مُتاحة لجميع الصحفيين ووسائل الإعلام ونشر أسماء الأعضاء المنتسبين لنقابة الصحفيين الفلسطينيين على موقع النقابة الإلكتروني، وأنّ يكون كشف الأسماء متاحًا لجميع الصحفيين المنتسبين.
وأشار إلى ضرورة تحديد جدول زمني؛ لانتهاء تصويب ملف العضوية حده الأقصى شهرين من تاريخ نشر العريضة وينتهي في "الأول من أكتوبر 2022" وتحديد موعد الانتخابات النهائي في نفس التاريخ.
التغيير من داخل قبة نقابة الصحافيين
بدوره، رأى معاذ شريدة، الصحفي من الضفة الغربية، أنَّ الدعوات من الصحفيين والصحافيات؛ لإجراء الانتخابات لنقابة الصحفيين ليست حراكًا أو انقلابًا على النقابة القائمة؛ وإنّما مجرد دعوات لإجراء الانتخابات من داخل قبة نقابة الصحفيين؛ نتيجة عدم إجراء الانتخابات مُنذ أكثر من عشر سنوات؛ الأمر الذي أدى لعدم قيامها بواجبها تجاه الكثير من الصحافيين.
وشدّد شريدة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على احترام النقابة القائمة الغير مُنتخبة؛ مُستدركاً: "لكِن القانون يكفل إجراء الانتخابات، ويُحتم الوضع الطبيعي إجراء الانتخابات بشكل دوري".
وبيّن أنَّ الفكرة وُلدت من عدد كبير من الصحفيين والصحافيات الذين وقعوا على العريضة، مُؤكّداً في ذات الوقت على عدم وجود ناطق رسمي باسمهم؛ لأنَّ الانتخابات حق طبيعي لكل الصحفيين الصحافيات، والأمر ليس بحاجة لوجود قيادة؛ فالانتخابات حق طبيعي كفله القانون.
وقال: "إنَّ إجراء الانتخابات في نقابة الصحافيين سيؤدي إلى تطبيق القانون وتجديد الدماء"، مُتسائلاً في ذات الوقت: "أين الخلل في وجود انتخابات في نقابة الصحافيين؟، وعلى الرغم من صعوبة انتخابات المحامين والأطباء والمهندسين جرت الانتخابات، فلماذا لا تُجرى انتخابات لنقابة الصحافيين؟".
وأكمل: "إنَّ النقابة القائمة وبتجارب شخصية للصحافيين والصحافيات لم تقف إلى جانبهم بل كانت في بعض الأحيان سيفًا سليطاً عليهم"، مُضيفاً: "من هو ليس قد الحمل فليتنحي ولا يبقى حمل على ظهورنا بكل بساطة".
وأردف: "إنَّ الهدف من الدعوة؛ لإجراء الانتخابات لنقابة الصحافيين ليس الوصول إلى المناصب، وإنّما المطالبة بحق طبيعي كفله القانون لتجديد الدماء وحماية الجسم الصحفي وتطبيق القانون".
الهروب من استحقاق الانتخابات.. نقطة سوداء
وبالحديث عن استجابة النقابة للدعوات لإجراء الانتخابات حسب العريضة، أكّد شريدة، على أنَّ النقابة تؤيد إجراء الانتخابات، مُتسائلاً: "لكِن متي؟، وهل الخلاف على تحديد الموعد؟".
وأشار إلى رفض الصحافيين والصحافيات أنّ يتم معاملتهم من النقابة كالقطيع، مُشدّداً على تمسكهم بالدعوة لإجراء الانتخابات وفقًا للقانون، ومن يُحاول التهرب من استحقاق الانتخابات يضيف نقطة سواء إلى تاريخه الصحفي.
واعتبر أنَّ من يدعو إلى شيطنة المطالبين بإجراء انتخابات نقابة الصحافيين، يوجد في عقله شيء من عدم الاستقامة"، على حد قوله، مُتابعاً: "دعونا نُحدد موعد الانتخابات حتى يستقيم حالنا من البداية إلى النهاية".
وختم شريدة حديثه، بالتأكيد على أنَّ الدعوة لإجراء انتخابات نقابة الصحافيين تشمل غزّة والضفة الغربية، مُوضحاً أنَّ الدعوات ليست مدفوعة من أحد؛ بدليل مئات الصحافيين والصحافيات الذين وقعوا على العريضة، ممن لا انتماءات لهم، وكذلك ممن لهم انتماءات، وهذا الأمر لا ينقص من مهنيتهم شيئَا.