القدس الشرقية أخطر من القنبلة النووية

حجم الخط

بقلم: المحامي وليد أبو تايه 

 

 

حسب مبادئ العلوم السياسيه ، فإن السياسه تعتمد على عنصرين اساسيين وهما القوه بكل انواعها من عسكرية وسياسية و اقتصاديه ودبلوماسية وديمغرافية وكذلك المصالح وهو العنصر الثاني في هذه التوليفة . ولننظر الى ما فعله رئيس اكبر دوله في العالم جو بايدن ، فقد الغى مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان في قضية مقتل الصحفي السعودي الاميركي جمال الخاشقجي ، مقابل التقرب من السعوديه لتحقيق مصلحة النفط والغاز العربي وبيع السلاح للشرق الاوسط وهي مصلحة حيوية للرأسمال الغربي والأمريكي .


ولننظر الى الكيان الاسرائيلي الحالي المتجه بسرعة كبيرة نحو اليمين الفاشي ، فهذا الكيان يدين ويلوم اكبر زعمائه بارتكاب خطيئتين فادحتين في بدايه تأسيس الكيان ، حيث بات الكيان ، يدين اكبر زعيم اسرائيلي والذي اسس دولة اسرائيل سنة ١٩٤٨ ، بن غوريون الذي ارتكب جريمة لا تغتفر حسب زعمهم وهي ابقاء حوالي مئه وخمسين الف فلسطيني داخل ما يسمى اسرائيل والذين اصبحوا الان حوالي مليونين من البشر .


والجريمة الثانية التي ارتكبها موشيه ديان في حرب حزيران ١٩٦٧ ، حين أمر بانزال العلم الاسرائيلي عن المسجد الاقصى ومبنى الصخرة المشرفة وسمح بابقائهم تحت سيطرة الاوقاف الاسلامية .


اليوم عرب ال ٤٨ يشكلون شوكة في حلق المؤسسة الاسرائيلية ، حيث تحاول اسرائيل التضييق عليهم بجميع الوسائل الممكنة ، لان الحركة الصهيونية اتت لهذه البلاد ليس من اجل الاحتلال واستغلال ثروات البلاد مثل الاحتلال البريطاني ، ولم تات من اجل تجفيف مصادر الحياة للشعب الفلسطيني ، انما اتت اسرائيل من اجل اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه ، لذلك في هذه المرحلة يحاولون ان يبقى في اسرائيل عرب بما لا تزيد نسبتهم عن ٢٠ ٪ من عدد سكان اسرائيل ، من اجل استخدامهم في العمالة وخدمة الشعب اليهودي .

وهذه نفس الفكرة ونفس السياسة ايضا بخصوص بلدية القدس ، فهم قارئين على شيخ واحد او حاخام واحد ، لا يريدون ان يزيد عدد سكان القدس العربيه عن ٢٠ ٪ من تعداد جميع سكان ما يسمى اورشليم القدس .


ومن هنا ، وليس سرا ، انه يوجد خلف الجدار الفاصل اكثر من مئتي الف عربي في مناطق مخيم شعفاط عناتا و الرام ، كفر عقب سميراميس ، ابوديس العيزرية السواحرة ، حزما ، فجميع هذه المناطق مهدده بالانفصال عن مدينة القدس وذلك من اجل تخفيض نسبة السكان العرب الى نسبة لا تزيد عن ٢٠ ٪ من سكان القدس في حين تصل نسبة العرب في القدس اليوم إلى 40% من عدد السكان العرب واليهود . وذلك من اجل العمالة وخدمة اليهود . ومن هنا يجب على اهلنا في هذه المناطق ان يختاروا بين البقاء تحت السيطره الاسرائيلية او التحول الى مناطق السلطة الفلسطينية . هذا ما حدث بالضبط قبل عدة سنوات عندما اقترح الاسرائيليون على منطقة ام الفحم ان يبقوا في بيوتهم واراضيهم والانضمام الى مناطق السلطة الفلسطينية ، بالرغم من ان جميع سكان منطقة ام الفحم يحملون الجنسية الاسرائيلية ، مثل المستوطنين اليهود الذين يسكنون قي الضفة الغربية في المناطق سي " C " ، لقد رفض اهل ام الفحم ومنطقتها الاقتراح ، لسببين ، الاول مستوى الحياة المتدني مقارنة مع مستوى الحياة في اسرائيل ، والسبب الثاني عدم وجود حياة ديمقراطيه , شفافية , ومحاسبة مثل ما تدعيه اسرائيل . والطيبة هي بلد احمد الطيبي وام الفحم ، بلد الشيخ رائد صلاح . لكن لو كان الاقتراح بتحويل منطقة ام الفحم ، مثلا الى دولة قطر ، دبي او ابو ظبي ربما قبلوا هذا الاقتراح . هذا ما حدث بالضبط مع دولة بورتريكو التي انضمت الى الولايات المتحدة والتي لا يوجد بينها وبين الولايات المتحده الامريكيه تواصل جغرافي والتي تبعد الاف عدة من الاميال عنها . والخلاصة ان مفتاح حل القضية الفلسطينية هو بيد اهل القدس الشرقية فقط ، لان قوة اهل القدس الشرقية اقوى من قوة الدول العظمى على اسرائيل واقوى من القنبله النوويه التي تصنعها ايران . فهل من يصغي السمع وهو شهيد ورشيد.