استطلاعات إسرائيلية: اقتل فلسطيني أكثر لك مقاعد برلمانية أكثر!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 مبدئيا، لا يحتاج المتابع، غير المصاب بعيون أمريكية، لدلائل كثيرة لمعرفة أن دولة الكيان العنصري وحكوماتها المتعاقبة في تل أبيب، بل وحركتها المؤسسة الصهيونية، ارتكبت مجازر بحق الفلسطيني، الشعب والأرض، هي نموذج كامل الأركان للتعريف الفاشي وجرائم حرب تفوق ما سبقها دولا وأنظمة.

وآخر ما يصنف من تلك الجرائم ذات الطابع الفاشي ما كان قصف أسرة في قطاع غزة فجر يوم الجمعة، لتقتل مواطنين بينهم طفلة لم تتجاوز بعمرها الأعوام الخمسة، تحت بند صناعته في "مراكز الطغمة الحاكمة" في تل أبيب، أسموه "القتل على التفكير"، نظرية لو كان غير هذه الدولة قامت بها، لتم ملاحقة مرتكبيها بكل اللغات الحية والميتة، باعتبارهم خارج القانون الإنساني، واعتبار النظام ذاته، غير ذي صلة، بل ربما تشكل تحالف دولي خاص لإنقاذ البشرية من هكذا فئة ودولة موجودة في القرن الـ 21.

ولكن، لنضع كل جرائم الحرب المنفذة يوميا، ونمر سريعا على تطورات المشهد داخل الكيان الإسرائيلي بعد وقف معركة غزة الأخيرة، وقبل جريمة اغتيال "الشهداء الثلاثة" في نابلس يوم 9 أغسطس 2022، كيف أنها قلبت مؤشرها من "ربح مريح" لتكتل "الفاشي نتنياهو المعارض الى حصد أرقام لصالح الفاشيين الحاكمين، في "مكافأة" فورية على ما قاموا به من جرائم خلال الـ 70 ساعة الأخيرة في القطاع، رغم ما أصاب الكيان من ارتعاش غير محسوب، كونهم "استفردوا" بالجهاد، بعد رشوتهم الخاصة لحركة حماس، في صفقة بدأت تطل براسها سريعا.

الاستطلاعات الأخيرة وأرقامها، تنطق بلغة واحدة لا غير، كلما قتلت من الفلسطينيين ودمرت بيوت ومنازل أكثر، كلما حصلت أرقاما انتخابية ومقاعد برلمانية أكثر...معادلة لا تحتاج شرحا ولا تفسيرا، هي بذاتها تحدد المسار السياسي في دولة الفصل العنصري، ولا يخجل منها ساسة الحكم القائم، بل يتباهون بها علانية، لكنها لم تحرك ساكنا لمن عليه أن يتحرك.

"الفاشية اليهودية" الجديدة، تشير لها بكل وضوح مختلف تلك الاستطلاعات، والتي تشهد صعودا غير مسبوق لكل من يرى أن مستقبله مرتبط بتدمير "قواعد السلام" وارتكاب "جرائم حرب" و "تهويد أوسع" و "استيطان أسرع"، واحتقار للرسمية الفلسطينية متزايد، عناصر أصبحت هي الناظم الرئيسي لضمان مقاعد في برلمان الكيان.

المفارقة التي يمكن مراقبتها، كيف أن "حزب العمل"، الذي ارتكب مجازر ما قبل 1948، وما بعده، وكان رئيسه يهود براك من قاد حرب تدمير الكيان الفلسطيني الأول فوق أرض فلسطين، بتحالف مع رمز الفاشية شارون، من عام 2000 – 2004 انتهت باغتيال الخالد المؤسس ياسر عرفات، بدأ يختفي تدريجيا ومعه حزب ميرتس، بعدما فقد كل منهما أدوات ممارسة الفعل الفاشي، أو لم تكن قضايا قتل الفلسطيني والتهويد والضم والاستيطان، هي العناصر المركزية في برامجهم، فباتت تنظيمات فاشية صريحة، غير ملتبسة، كما الليكود وتحالف الحكم القائم، تفوقها تأثيرا وعددا في البرلمان.

"الفاشية اليهودية" المتنامية ليست فقط في التشكيل الحاكم، بل أصبح مكونا سائدا لمنظومة الكيان بكامل أركانه، ولولا وجود 22% من المواطنين الفلسطينيين، الذين يقررون نسبة هامة في مصير مقاعد برلمان الكيان، لأصبحت الفاشية الجديدة هي السائد المطلق.

قراءات استطلاعية، يجب أن تصبح جزءا من حركة المواجهة الفلسطينية لدولة التطهير العرقي، مع نمو متسارع للفاشية الجديدة، لا تحتاج ترجمة وتفسيرا، فهي أرقام صماء لكنها ناطقة بالحقيقة السياسية، التي تترسخ في وعي يهود دولة الكيان العنصري!

ملاحظة: أضاعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نابلس، ومعها قيادتها السياسية في رام الله، فرصة تسجيل اسمها في سجل شرف وطني، عندما وقفت متفرجة على قيام جيش العدو باغتيال "شهداء نابلس الثلاثة" ومنهم الفتى النابلسي..مشهد سيلحق بالمتفرجين عارا لن يزول...فسحقا لليد المرتعشة وسلاما للقبضة التي دافعت عن حق.

تنويه خاص: لو صحت الأسماء المنشورة لتشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال بعد تطهيرها من "الحركة الطيراوية"، تكشف مدى فقر مخزون صندوق الرئاسة..الفلسطينيين كتير فيهم من يستحق غير هاي المجموعة اللي غرقانة بشغلها غير المعلوم...يا فضيحتكم!