أعلنت خمسة من أكبر الشركات الصينية المملوكة للدولة، انسحابها من بورصة نيويورك، وسط خلاف حول عمليات التدقيق المالي لأنشطة هذه الشركات.
ومن بين هذه الشركات، "سينوبيك" و"بتروتشاينا"، وهو من أكبر مجموعات النفط في الصين والعالم، وقالتا إنهما ستتقدمان بطلب لانسحاب طوعي من سوق المال الأميركية.
وصدرت إعلانات مماثلة عن شركة الألمنيوم الصينية "تشالكو"، و"تشاينا لايف" للتأمين، وفرع لـ "سينوبك" مقره في شنغهاي.
وستبقى أسهم هذه الشركات الخمس مدرجة في البورصة الصينية، وبورصة هونغ كونغ.
والصين والولايات المتحدة، على خلاف منذ عقدين، بشأن السماح للمفتشين الأميركيين بالوصول إلى الأوراق التي تسمح بتدقيق أعمال الشركات الصينية.
وشركات الصين القارية وهونغ كونغ معروفة بعدم تقديم بياناتها المالية إلى مدققي حسابات معتمدين من قبل السلطات الأميركية.
ويلزم قانون صدر في 2020 عن الكونغرس الأميركي أي شركة مدرجة في الولايات المتحدة بالحصول على مصادقة على حساباتها من قبل شركة معتمدة من قبل المنظمة المستقلة للمحاسبة.
في حالة عدم الامتثال للتشريعات تواجه الشركات خطر إلغاء تسجيلها اعتبارا من 2024. وفي هذا الإطار أعلنت الشركات الخمس قرار انسحابها.
وقد بررت الشركات قرارها بالكلفة المرتبطة بالحفاظ على التسجيل في الولايات المتحدة بالإضافة إلى عبء الامتثال لالتزامات التدقيق.
والمجموعات الخمس مدرجة على لائحة الشركات التي أمرتها هيئة ضبط الأسواق الأميركية الامتثال لالتزامات المحاسبة المفروضة وكانت مهددة أساسا بطردها من بورصة نيويورك، وتضم هذه اللائحة شركات صينية أخرى مثل علي بابا.
وقال ريدموند وونغ، المحلل الاستراتيجي في "ساكسو ماركتس"، في تصريحات لوكالة "بلومبرغ": "هذه الشركات المملوكة للدولة تقع في قطاعات استراتيجية ويُنظر إليها على أنها تتمتع بإمكانية الوصول إلى المعلومات والبيانات التي قد تكون الحكومة الصينية مترددة في منحها الوصول إلى المنظمين الأجانب".
وبحسب "بلومبرغ" فإن حوالي 300 شركة مقرها الصين وهونغ كونغ -بقيمة سوقية تزيد على 2.4 تريليون دولار" تخاطر بطردها من البورصات الأميركية مع تشديد لجنة الأوراق والبورصات لعمليات التدقيق على الشركات.
يذكر أن شركة "بتروتشاينا" تم إدراجها في البورصة الأميركية عام 2000، وتبلغ قيمتها السوقية 135 مليار دولار، و"تشاينا لايف" في عام 2003، وقيمتها السوقية 98 مليار دولار، و"سينوبك كورب" في عام 2000، بقيمة سوقية 71 مليار دولار، و"تشالكو" عام 2001، وقيمتها السوقية 10.6 مليار دولار، و"سينوبك شنغهاي" في عام 1993، وقيمتها السوقية 3.9 مليار دولار.