يديعوت : نتنياهو يقود "انقلاباً" في قيادة "الليكود"

حجم الخط

بقلم: سيما كدمون



من يدعِ أن نتائج التمهيدية في "الليكود" ليست دراماتيكية فهو إما يتساذج أو يكذب. هذا ليس حدثاً دراماتيكياً، بل حدث دراماتيكي أعظم، لتغيير دي.أن.إيه "الليكود"؛ ليس عن طريق الانشقاق بل تغيير كل قيادة "الليكود" في أقل من ثلاث سنوات.
يخيل لي أنه لم يسبق أن كان أمر كهذا، وبالتأكيد ليس في "الليكود"، الذي اعتدنا أن نرى فيه الأشخاص إياهم في القيادة. يكفي أن ننظر إلى مقدمة القائمة كي نفهم كل القصة. في الانتخابات التمهيدية الأخيرة التي جرت في "الليكود" وقف على رأس القائمة أدلشتاين، أردان، ساعر، كاتس، وريغيف. لم يعد يظهر أي من هؤلاء في الخماسية الأولية الحالية. أدلشتاين، مأساة بحد ذاته هبط من المكان الأول مباشرة إلى المكان الـ 17 (أو الـ 18 إذا أحصينا نتنياهو). في تاريخ الانتخابات التمهيدية لا يذكر أمر كهذا أن نائباً شعبياً افتتح قائمة الحزب يغلق العشرية الثانية في التنافس الذي يتلوها.
أو إسرائيل كاتس، من كبار "الليكود"، وزير مالية سابق ومن يرى نفسه (ولا يزال) يتنافس على قيادة "الليكود" ورئاسة الوزراء، يجد نفسه في لعبة الكراسي البائسة هذه في العشرية الثانية، قبل مكان واحد من شلومو كرعي. كاتس، أحد الأشخاص الأقوى في "الليكود"، الذي قاد مع ساعر وأردان قيادة "الليكود" من العام 2006، لم يحلم بأن يجد نفسه في هذا المكان. يحتمل ألا تكون يد نتنياهو لعبت بالقوائم – لكن الأجواء هي التي لعبت بها، وهذه هي كل قصة "الليكود الجديد". صمم نتنياهو قائمة بجسده وبظله. والآن توجد له مصلحة في أن يبث إحساساً بالأعمال كالمعتاد، "قائمة ممتازة" أفضل ما يكون"، يقول برضا. إذ إن أحاديث زائدة عن تغيير دراماتيكي للقائمة لا تساعده قبل الانتخابات التي هو معني فيها بمقاعد ليست بيبية.
لكن يجب ألا نتشوش: من أراد "الليكود" إياه، الكلاسيكي، التقليدي – فهذا ليس هو. أما نتنياهو فإنه بات عالقاً في الدوامة التي خلقها. فقد أخرج حتى الآن كل الشياطين التي في القمقم. لقد تغير "الليكود" بشكل أصيل.
ساعر هو الذي شخّص قبل بضع سنوات ما يوشك أن يحصل في "الليكود"، وقال منذئذ: إن أمام كل واحد ثلاثة خيارات: إما الاندفاع مع هذا، أو التغلب على هذا، أو أن يكون من الأمم المتحدة. ألا يشارك في الحماسة لكن ألا ينتقد. وأساساً أن يسكت. وهذه أغلب الظن هي المجموعة التي شطبت، انكمشت، وهزمت. إسرائيل كاتس، غيلا جمليئيل، تساحي هنغبي، يوفال شتاينتس. إذا كان كل أولئك الذين تحدثوا في الغرف المغلقة أنه يجب عمل شيء ما عندما رفعت لائحة اتهام ضد نتنياهو، أو عندما فقد الحكم المرة تلو الأخرى، كانوا فعلوا شيئاً ما أيضاً – فلعل كل شيء كان سيبدو اليوم مختلفاً. لكنهم خافوا. لكن سكتوا. يتبين أنه في "الليكود" اليوم لا يكفي ألا تخرج ضد نتنياهو. فحتى لو كنت تسكت فقط فإن هذا لا يكفي. عليك أن تصرخ وبأشد ما لديك.
وهذا ما فعلته المحامية غالي غوتليف، المكان الـ 25، فإذا اعتقدنا من قبل أن ميري ريغيف هي الفم الكبير، وبعد ذلك فهمنا أن غليت ديستل أتربيان تتجاوزها في المفترق، فتفضلوا الآن لتتعرفوا على المحامية ذات التصريحات الأكثر إثارة للخلاف، حتى فيما يتعلق بالمغتصبين ومتهمي جرائم الجنس وكذا ضد المحكمة. وهي لا تكتفي بالإصلاحات في جهاز القضاء. الإصلاحيات هي إضعاف. هي تتحدث عن السحق التام. الدمار الشامل، الخراب، والتنظيف الجذري. بالضبط مثل هؤلاء الأشخاص يبحث عنهم نتنياهو. ليسوا أناساً يتدفقون مع التيار، وليسوا أناساً يسكتون بل أناس يصرخون.
كان يمكن أن نتوقع حصول هذا، فقد كان هذا مكتوباً على الحائط في كل مكان: في الكنيست بكامل هيئتها، في أستوديوهات التلفزيونات، في المقابلات الإذاعية، الفظاظة، التطرف، واللغة. راهن الكثيرون على لفين بأن يكون في المكان الأول بسبب تميزه في أمرين: قربه وولائه لعائلة نتنياهو ومواقفه المتطرفة ضد جهاز القضاء. لفين، الذي يرى نفسه خليفة نتنياهو، لن يعارض على أي حال أن يتولى قبل ذلك وزير منصب العدل كي يفعل ما يهدد بفعله بالمحكمة العليا. لكن لفين، من خلفك: من سيمنع الآن إمسلم، في المكان الرابع، من أن يطالب بالمنصب؟ هو أيضاً لديه خطط بعيدة المدى للمحكمة، ورأيه بقضاة العليا سبق غير مرة أن أُعرب عنها.
لشدة المفارقة هذا ما سيحاول نتنياهو إخفاءه في حملته الانتخابية. أن يخبئ هذه المواقف المتطرفة كي لا تهرب أصوات يمينيين معتدلين ممن لا يقبلون بهذه الموقف، وأخطر من ذلك – أن يمنعوا انتقال مقاعد جديدة. أو بكلمات أخرى: هل هذه القائمة ستساعد "الليكود" على الوصول إلى 61 مقعداً، حين ضعفت أصوات الأكثر اعتدالاً والأقل حماسة؟ يفهم نتنياهو أكثر من أي شخص آخر أن نتائج الانتخابات التمهيدية والوجه الجديد للقائمة جيد بالنسبة له لليوم التالي للانتخابات. ليس مؤكداً أن هذا جيد لليوم الذي قبلها. وإن هذه قائمة خير أن تنهض معها في الصباح التالي للعرس وليست قائمة تعريفها لطيف للرفاق.
وعليه، يمكن القول: إن نتنياهو نجح. فقد حصل على قائمة ستكون موالية له وستدعمه في كل القوانين التي يرغب في أن يجيزها بعد الانتخابات، وستحمي ظهره. لكن المشكلة أنه نجح في وقت مبكر أكثر مما ينبغي. في هذه المرحلة ما كان يريد أن يعرض على الجمهور حزباً وجهه كوجه إمسلم. وهذا بالضبط التحدي الذي سيقف الآن أمام كل من يتردد في التصويت لـ "الليكود": كيف سيشعر في "الليكود" صيغة إمسلم، الرجل الذي أسلوب حديثه اعتبر ذات مرة هامشياً وسخيفاً، وأصبح الآن واحداً من متصدري القائمة؟

عن "يديعوت"