عرفات المتسامح

تنزيل (2).jpg
حجم الخط

وكالة خبر

 

 

 داخل حركة فتح نفسها تعرّض عدد من أعضاء اللجنة المركزية للمحاور أو التيارات فيما كان مُسمّاهُ "الأبوات-جمع أبو" أي جماعة أبوفلان وأبوعلان، أو بوضوح جماعة أبوإياد مقابل جماعة أبوعمار، أو جماعة أبوجهاد بشكل رئيس ما لم تخرج فيه هذه الجماعات أو المحاور أوالاجتهادات غالبًا عن الدستور غير المكتوب باحترام الحد الفاصل بين الخروج المذموم وبين الالتزام المطلوب. ومع ذلك تعرض الراحل الخالد ياسر عرفات لمحاولات تنحية من قبل مجايلييه في البدايات، أوزملائه اللاحقين، ولكنه والحركة تجاوزوها بصعوبة نعم، ولكن دون آثار جانبية صعبة.

في الانطلاقة كان لياسر عرفات المكلّف بتنفيذ الانطلاقة أن فشل في المرة الأولى فتم إقصاؤه وتجميده، ولكنه عاد وأنجز الانطلاقة بقوة التي أعادت فلسطين المنسيّة على خريطة العالم عام 1965 فنصّبه زملاؤه باللجنة المركزية المبهورين بإنجازه المستحق القائد العام لقوات العاصفة (بعد العام 1968 أصبح الناطق الرسمي باسم الحركة عامة)، ورغم ذلك ومع تصاعد الخلافات اصطفت اللجنة المركزية أربعة مقابل 9 وخرج الأربعة معًا بكل سهولة ويُسر دون ضجيج، وظلّت العلاقة بينهم وديّة، إلا ما ندر.

أقرب المقربين لياسر عرفات من أعضاء اللجنة المركزية كان كثير الحنق على أبو عمار مايراه البعض (جماعته أساسًا) موقفًا محقًا ولا يراه الآخرون كذلك استنادًا لمواقف وقرارات، الى الدرجة التي فكر فيها باستبداله (تنحيته) من تزعّم اللجنة المركزية، وكادت الأمور تتفاقم لولا تدخل الموضوعيين بالحركة الذين يكنّون المحبة للطرفين لتتحول قضية الإقصاء المنويّة الى مجرد خلاف بسيط يتم فيه تجاوزالأمر، وتهدأ العاصفة، وتسير الثورة بقدمين ثابتين.

انشق الطلاب على بعضهم البعض في بيروت في السبعينيات من القرن العشرين وخرجوا بقائمتين للجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة فلسطين فما كان من القيادة المركزية الا أن استوعبتهم بدلًا من أن تفصل جزء وتبقي على الآخر، ولولا ذلك لما رأينا وجوههم اليوم بيننا في الصفوف الأولى في حركة فتح والثورة الفلسطينية.