نظّمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، بالتعاون مع مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا، يوم الأربعاء، حفلاً لإعلان نتائج المسابقة البحثية بعنوان: "الحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني".
واُفتتح الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، ثم كلمة د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية "حشد"، حيث أكّد على أنَّ هذه المسابقة تأتي لمساندة حقوق الشعب الفلسطيني بشكل منهجي شامل؛ مُوضحاً أنّه تم مشاركة جميع الفئات الأكاديمية والحقوقية والكفاءات الشبابية البحثية بما لديهم من إمكانات علمية وعملية، بما يساهم في دعم صانعي القرار لمتابعة التحرك على كافة المستويات لمواجهة التحديات ومحاولات الانتفاص من الحقوق الوطنية، وامتلاك رؤية لاستخدام كافة الآليات الدولية لحماية الحقوق الفلسطينية.
وقال عبد العاطي: "إنَّ هذه المسابقة هدفت إلى المساهمة في توفير الأدبيات القانونية والفقهية المتعلقة بالحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي؛ بما يعزز من عدم اقتصار خطاب الحماية على المستوي النظري إلى العمل الجاد لاستثمار كافة الأدوات القانونية الدولية للمطالبة بتوفير الحماية الدولية للفلسطنيين من خلال آليات القانون الدولي والآليات التعاقدية وغير التعاقدية للأمم المتحدة عدا عن استخدام كافة أشكال المناصرة الدولية، والمقاطعة لدولة الاحتلال لتعزيز فرص حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المعترف بها دوليًا".
وأوضح أنَّ هذه المسابقة البحثية تسعى إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني عن حقوقه المشروعة، وغير المشروعة القابلة للتصرف، وتوفير أدبيات قانونية تعالج بشكل متخصص سبل تعزيز أوجه الحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني، وتحليل نطاقات منظومة الحقوق الممنوحة للشعوب تحت الاحتلال بموجب القانون والقضاء الدوليين، والعمل على ابراز القضية الفلسطينية وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي، ورفع مستوى البحث القانوني الدولي، ودعم وتعزيز اتخاذ القرار المبني على البحث العلمي، واستثمار قدرات وطاقات الشباب في الجوانب البحثية الساندة للقضية الفلسطينية.
وأشار عبد العاطي، إلى أنّه تم تخصيص مكافئات مالية للأبحاث الفائزة بقيمة إجمالية (3300 دولار أمريكي) موزعة على ثلاثة فائزين، حيث سيحصل الأول على (1500 دولار)، والثاني (1000 دولار)، والثالث (800 دولار).
من جهتها، قالت نهى عليان، ممثلة عن مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين: "إنَّ هذه المسابقة البحثية تسعى إلى تزويد المكتبة البحثية الفلسطينية بثمرة تنافس بحثي حقوقي، فاليوم تم إعلان نتائج المسابقة البحثية، وما هو أهم هذه الحقوق، والتعريف بها، والدفاع عنها دولياً، فالقضية الفلسطينية أعدل قضايا الحق، حيث أن ساحات المواجهة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي متعددة والقانون إحداها، لذا كانت المسابقة".
وبيّنت أنَّ هذه المسابقة تقدم الأبحاث المشاركة دسماً معرفياً ليكون مرجعية حقوقية وقانونية لكل باحث علم، وداعم للحقوق الفلسطينية، مُشيرةً إلى أنه بالرغم من وجود فائزين في المسابقة لكننا في مركو المبادرة نؤمن أن كل من خاض المنافسة فائز، وفلسطين به فائزة، لأن الهدف رفع مستوى جودة الأبحاث القانونية الخاصة بالحقوق الفلسطينية، وتفعيل آليات الحماية، وتوظيفها بالطريقة المثلى ضمن حملات الدعم والمناصرة خاصة على المستوى الدولي، ومن خلال النتائج والتوصيات البحثية سوف توجه رسائل لصناع القرار.
وختمت كلمتها بالتأكيد على أن هذه نتائج هذه المسابقة ممتدة، فالأبحاث الفائزة لن تكون حبيسة الأدراج بل سيتم نشرها، وسوف تترجم ملخصاتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ونشرها لاحقاً في أكبر عدد من دول العالم، مشددةً على أن مركز المبادرة الاستراتيجية – ماليزيا ستبقى داعمة لكل جهد علمي يصب في خدمة ومصلحة القضية الفلسطينية العادلة.
بدوره، قال د. محمود عساف من لجنة تحكيم الأبحاث: "إنّه من منطلق الحرص على تدويل القضية الفلسطينية، وشحذ الهمم والطاقات بشأن الحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني، ارتأت الهيئة الدولية “حشد” تنظيم هذه المسابقة بالتعاون مع مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا بهدف توسيع دائرة التثقيف القانوني حول حقوق الشعب الفلسطيني، وتشجيع البحث العلمي الرصين في هذا المجال".
ولفت إلى أنّه منذ الإعلان عن هذه المسابقة، ووفق الجدول الزمني المحدد لقبول الملخصات تم استلام 56 ملخصاً، قبل منها 26، وبعد اشعار الباحثين بالقبول المبدئي، والبدء بعملية البحث، تم استلام 17 بحثاً، حيث عرضت هذه الأبحاث على اللجنة العلمية، وتم توزيعها للتحكيم الأولي وفق المعايير الإدارية التي تضمن شفافية التحكيم، قبل منها 9 أبحاث، ملتزمة بالمعايير الشكلية والموضوعية المطلوبة.
وأردف عساف: "تم إعادة هذه الأبحاث مرة أخرى للباحثين لإجراء التعديلات المطلوبة، وبعد ارجاعها تم إعادتها للجنة التحكيم مرة أخرى لإجراء عملية الفرز، وفي النهاية استقرت اللجنة على أفضل 3 أبحاث في هذا المجال"، مُنوّهاً إلى أنَّ عدم فوز الأبحاث الأخرى لا يقلل إطلاقاً من شأنها، فكل الأبحاث المقبولة كانت رصينة وتحمل أفكاراً رائعة، لكن الترتيب ومجموع الدرجات هو الذي حسم الفرز لأحدهم دون الأخر.
كما ثمّن عساف حضور الجميع، مُقدماً الشكر للهيئة الدولية "حشد"، ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا على دعمهم لمثل هذه المشاريع الراقية، والشكر أيضاً لأعضاء لجنة التحكيم وهم د. سامر موسى، د. عدلي نصار على جهودهم في تدقيق وتمحيص الأبحاث للوصول إلى هذه اللحظ.
وانتهى الحفل بتكريم جميع الباحثين المشاركين في المسابقة البحثية، وإعلان الفائزين فيها، حيث حصلت الباحثة رنا أبو هديب على المركز الأول في بحثها المعنون بـ”اليات الحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (الصحفيون كأحد الفئات المشمولون بالحماية في القانون الدولي الإنساني)، أما المركز الثاني فقد حصل عليه الباحثان ريم منصور ومحمد خليفة في بحثهما المعنون بـ “الحماية الدولية بين النظرية والتطبيق (فلسطين نموذج)”، فيما حصل على المركز الثالث وسام الغلبان المعنون بـ “الأليات الدولية المتاحة لحماية حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في القانون الدولي “دراســـة تحليلية”.