لجنة الفصائل ... اسم الجمل قتله

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

 

من المفيد ربما ، ونحن على ابواب معركة الاسرى السرمدية مع الجلاد ، ان نعرض للملاحظة "الحادة" التي قدمها الاخ محمد الجعفري بما يمثل في حركة فتح اقليم بيت لحم و المضطلع بمسؤولية لجنة الفصائل في الاعتصام التضامني مع الاسرى قبل بضعة ايام و لم يحضره الا عدد قليل من الناس ، كاد محمد ان يجن جنونه ، و كاد يخرج عن طوعه ، موجها في بعض الاوقات أسئلة ؛ (أين الناس ، و ماذا حل بهم) و ضاربا بعض الاوقات أمثلة ؛ (اتصل به مؤخرا الاسير محمد الطوس 37 سنة في القيد ، وقال له لو انها انتخابات جامعة ، او حفلة لمطربة او مطرب ، لوجدتهم بالالاف) .
لا يؤمن الناس اجمالا بالنضال السلمي الناعم ؛ مظاهرة ، اعتصام ، وقفة ، ويعتبرونه مضيعة للوقت ، او أنه في انسب الاوصاف نضال عجائز .
لا يثق الناس بالقيادة ، على كافة مستوياتها و تنوعاتها ، بما في ذلك أئمة المساجد ، ولهذا نلحظ ظاهرة ان بعض المصلين يهجرون مسجدهم القريب الى آخر بعيد كي لا يصلوا وراء هذا الامام . و على المستوى السياسي اهتزت هذه الثقة منذ الانقسام بين الحركتين الكبيرتين في الضفة وغزة ، و تعمقت عندما ادعت كل واحدة انها "حكومة" ، و ما صاحب ذلك من افعال يندى لها الجبين . إذ كيف يمكن ان يثق الناس بحكومة تمارس الاعتقال بحق المعارضين ثم تدعي انها تناصر الاسرى في سجون الاحتلال ، كيف تطارد المقاومين ثم تدعي انها مع المقاومة ، كيف تمنع الاحتفال بتحرر أسير مضى على اعتقاله عشر سنوات و ربما عشرين ، كيف يستعد فصيل لخوض حرب صاروخية من اجل اعتقال احد ابنائه ، و لا يرى اعتقال العشرات في كل ليلة ، شيبا و نساء واطفالا تحت شعار "وحدة الساحات" ، و كأن الساحات النضالية غير موحدة ، فيتبين انها غير موحدة حيث هم يقفون و يحكمون ، فيتخلى اصحاب السيف عن سيفهم الذي أشهروه من أجل القدس ، لكنهم أغمدوه في الحرب العدوانية على غزة ، و لم ينس الناس بالطبع الاضراب الجماعي الاخير الذي تآمر عليه البعض "عينك عينك" و خرج احد القيادات المخضرمة يطعن في الاضراب و في مروان البرغوثي علنا من انه لا يمثل كل الاسرى ، فانفجر الاضراب وارتد سلبا على الاسرى بعد اربعين يوما .
كل هذا و أكثر ، من ان لجنة الفصائل لا تمثل حقيقة اكثر من العدد الذي حضر الاعتصام ، "اسم الجمل قتله" و تجار جملة ومفرق ، فإنه لا يبرر للناس عدم الخروج لمناصرة الاسرى ، فالرد بالسلب على السلب لا يشكل ابدا ايجاب ، و نحن حين ننصر الاسرى في معركتهم ، انما ننصر ابناءنا واخواننا و معارفنا واصدقاءنا و جيراننا و بالتالي انفسنا ، بل ان هناك شعوب بعيدة لا تربطها بنا اي من الروابط اعلاه ، بما في ذلك جنسيتها و دينها ، تخرج لمناصرة أسرانا ، فمن العار ان يخرجوا اكثر مما نخرج و ينصروا اكثر مما ننصر ، هذا اذا استمر الاسرى في خطوتهم النضالية .