كشف الخبير في الشأن الاقتصادي، البروفسور أنور أبو الرب، عن أسباب أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيقل والعملات الأخرى، في ظل ارتفاعه خلال الأيام الماضية بفارق يزيد عن 10 شواقل.
وقال أبو الرب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ من بين أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيقل، هو البيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية في الوقت الحالي؛ نتيجة الإجراءات التي اتخذها البنك الفدرالي برفع نسب الفائدة؛ الأمر الذي أدى إلى توجه معظم المستثمرين إلى الاستثمار في الدولار الأمريكي".
قوى العرض والطلب
وأضاف أبو الرب: "إنَّ مؤشرات الشيقل الإسرائيلي كانت خلال العامين الماضيين، قوية أمام العملات الصعبة وعلى وجه الخصوص الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى تضرر المُصدر الإسرائيلي بشكل كبير؛ لأنَّ دولة الاحتلال تعتمد بشكل كبير على الصادرات".
وتابع: "هذا الأمر أدى إلى تباطؤ نمو بعض الصناعات الإسرائيلية؛ نتيجة انخفاض قدرتها التصديرية؛ بناءً على ارتفاع قوة الشيقل؛ وبالتالي البنك المركزي الإسرائيلي يسعى إلى اتخاذ إجراءات من شأنها أنّ تقوم بتخفيض قيمة الشيقل؛ لتعزيز قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على الصادرات".
وأردف: "هذه المؤشرات كلها؛ ونتيجة تذبذب سعر الشيقل بين الصعود والهبوط؛ ستؤدي إلى استقرار الشيقل الإسرائيلي الذي لم يكن قد استقر عند رقمٍ مُعين"؛ مُستدركاً: "لذلك لاحظنا ارتفاعه بشكلٍ مفاجئ ومن انخفض مُجدداً، وهذه كلها مؤشرات تؤدى إلى حصول تذبذب إلى حين الاستقرار عند حدٍ مُعين بناءً على قوى الطلب والعرض في السوق الإسرائيلي".
اعتبارات دولية
وبالحديث عن إمكانية استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الشيقل؛ حتى نهاية العام 2022، قال أبو الرب: "لا نستطيع التنبؤ بالفترة الزمنية المحددة لاستمرار ارتفاع الدولار مقابل الشيقل؛ وذلك لعدة عوامل دولية أهمها الحرب بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع وانخفاض الطلب على الطاقة".
وأكمل: "لا يمكن أنّ تستقر قيمة الطلب على العملة الإسرائيلية قبل أنّ يستقر سعر الطاقة عالميًا"، مُردفاً: "وقف إمداد الغاز من روسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي؛ يجعل من الطلب على الشيكل غير مستقر".
واستطرد: "إسرائيل دولة مُصدرة للغاز؛ وبالتالي الطاقة مهمة جدًا في تحديد قيمة العملات والوضع الاقتصادي للدول المنتجة للطاقة، وفي ظل السعي الأوروبي لتوفير مصادر بديلة عن الغاز الروسي، ستكون إسرائيل إحدى هذه المصادر؛ وكل هذه العوامل تجعل من قيمة العملة غير مستقر في الفترة الحالية، حيث يصعب التنبؤ بالمستوى الذي تستقر عنده قيمة العملة الإسرائيلية".
المصدر المستفيد الأكبر
وعن الجهات المستفيدة من ارتفاع سعر صرف الشيقل مقابل الدولار، قال أبو الرب: "إن المساعدات التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية والحكومة في غزّة، بالدولار الأمريكي، ويتم تحويلها إلى الشيقل، وبالتالي كلما كان الدولار مرتفعاً تزداد استفادة هذه الفئات".
واستطرد: "أيضاً يوجد أشخاص حصلوا على قروض بنكية بالدولار الأمريكي، وحين تسديدها بالدولار في حال انخفاض قيمة الشيقل؛ سيحتاجوا إلى مبالغ أكبر لسداد تلك القروض".
وبيّن أنَّ المستفيد الأكبر من الارتفاع هو من يقوم بعملية التصدير؛ لأنّه سيحصل على عملة صعبة وسيقوم بتحويلها إلى الشيقل، وهذه حلقة اقتصادية البعض يستفيد والآخر يتضرر.
وختم أبو الرب حديثه، بالقول: "ارتفاع قيمة العملة الصعبة سيؤدي إلى ارتفاع سعر السلع الموجودة بالسوق؛ وبالتالي معظم الفئات ستتضرر من انخفاض قيمة العملة المحلية؛ لأنَّ المستورد سيكون بحاجة إلى مبالغ أكبر حتى يتمكن من الاستيراد؛ وبالتالي سيرفع المستورد الأسعار حتى يعوض خسارته"، مُضيفاً: "المجتمع الفلسطيني سيتأثر بارتفاع وانخفاض قيمة الشيقل، نظراص لضعف اقتصادنا واعتماده على السوق الإسرائيلي والمساعدات الدولية".