لم يكن مصادفة تغيير الصورة الرئيسية لصفحة النائب الفلسطيني محمد دحلان، التي ظهر فيها لأول مرة بلباس شبابي عصري على عكس إطلالاته الرسمية السابقة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وعليه، تأتي هذه الصورة، على ما يبدو، ضمن خطة دعائية مدروسة قد تساعد دحلان في النهاية أن يكون خيار الفلسطينيين كبديل للرئيس الفلسطيني الحالي، محمود عباس.
على الصورة الجديدة تنطبق عدة عوامل ومميزات بصرية تهدف لإيصال رسالة مختلفة للشعب الفلسطيني؛ فنزع اللباس الرسمي واستبداله بقميص أبيض شبابي وبنطلون "جينز"، يظهر دحلان وكأنه "أكثر قرباً" من شباب الشارع الفلسطيني الذين أصبح تأثيرهم عالياً جداً في الأشهر الأخيرة، تأثير ظهر على شكل احتجاجات وعمليات لم ينتظروا من أجل تنفيذها أوامر قيادية عليا. وعليه، يظهر دحلان في الصورة شاباً، قريباً بمظهره المألوف للشباب وغير المعتاد وسط القادة السياسيين.
من ناحية أخرى، يظهر دحلان في الصورة جالساً على أريكة بوضعية ظهر محنية إلى الأمام ومسنداً يديه إلى ركبتيه وينظر مباشرةً لعدسة الكاميرا ويبتسم، الوضعية وزاوية التصوير الأفقية وزاوية النظر تظهر دحلان وكأنه جاهز للاستماع والإصغاء والفهم؛ ممّا يرسل للمشاهد رسالة مفادها أيضاً بأنه أكثر قرباً منهم وقادر وجاهز للاستماع لهمومهم ومشاكلهم. يذكر أن هذا النوع من الصور مألوف في الدعايات الانتخابية لبناء علاقة مع أفراد المجتمع البسطاء بخلق عوامل مشتركة بين الطرفين.
ويأتي تغيير الصورة مرافقاً لمنشورات دورية فعالة تنشرها صفحة دحلان بلغة بسيطة متفاعلة مع الأحداث التي تهم المجتمع الفلسطيني مثل المناسبات الوطنية والدينية، لكنها أيضاً منشورات لا تخلو من التلميحات وانتقادات السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس على أدائها قائلاً:
- جليلة دحلان.. "أم الفقراء"
بنشاط إعلامي وميداني يفوق حتى نشاط زوجها، برزت جليلة دحلان وعرفتها بيوت وشوارع غزة وأماكن تجمع الفلسطينيين في العالم أيضاً، فمنذ أن أسست جمعية "فتا" الخيرية بدأت بتنفيذ عدد كبير من المشاريع الإنسانية التي تساعد بها الفقراء والمرضى والمحتاجين في غزة، وحتى الشباب غير القادر على تسديد تكاليف الزواج.
صفحة جليلة دحلان على فيسبوك نشطة بشكل كبير، تظهر صوراً لها أثناء زياراتها لعائلات محتاجة في قطاع غزة، تماماً كما تفعل السيدة الأولى النشطة في العالم. وبمظهر أنيق ومحافظ وابتسامة لا تفارقها، تكمّل جليلة عمل زوجها وتقوّي من حضوره ومكانته ونفوذه في الشارع الفلسطيني، على ما يبدو استعداداً لصعود درج الرئاسة.
وفي هذا السياق يذكر أن تقارير سابقة نشرها "الخليج أونلاين" نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى عدم رضا الدول العربية عن أداء الرئيس الفلسطيني الحالي، محمود عباس؛ فعلاقته مع الرئيس المصري قد ساءت إلى حد كبير مؤخراً إلى جانب دول أخرى لم تعد ترى فيه الشخصية المناسبة لإدارة السلطة الفلسطينية، ومن بين المرشحين الأقوياء الذين تم ترشيحهم لاستبداله محمد دحلان، الشخصية المقربة من الإمارات ومصر.