قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2022، تقريرها حول الوضع في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية الخاضعة لاحتلال القوات الروسية والتي فُصلت عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، مساء أمس، وتثير الخشية من مخاطر إشعاعية منذ أشهر.
وفي تغريدة نشرتها الوكالة مساء أمس، أشارت إلى أن مديرها العام "رافاييل غروسي سينشر الثلاثاء تقريرًا حول الوضع على صعيد السلامة والأمن والضمانات في أوكرانيا بما في ذلك خصوصًا خلاصات بعثته إلى زابوريجيا وسيُقدّم تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن المهمّة التي أُجريت في المحطة".
ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء أمس، عن هذا التقرير "آمل أن يكون موضوعيًا".
وجاء نشر التقرير غداة فصل آخر مفاعل كان لا يزال يعمل في المحطة الواقعة في جنوب البلاد، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان إن هذا الخطّ الموصول بمحطة طاقة حرارية مجاورة "تمّ فصله عمدًا من أجل إخماد حريق"، مشيرة إلى أنه "لم يتضرّر" ويجب إعادة توصيله في أسرع وقت ممكن.
من جهتها كتبت شركة "إنرغوأتوم" الأوكرانية الحكومية المشغلة للمحطة على تطبيق "تيليغرام" إن الحريق "اندلع بسبب القصف".
واعتبر زيلينسكي أن "مرة جديدة - وهذه المرة الثانية - تصبح محطة الطاقة النووية في زابوريجيا على شفا كارثة إشعاعية، بسبب الاستفزازات الروسية".
يشار إلى أن المحطة وهي الأكبر في أوروبا، تعرضت للقصف مرات عديدة ما أثار الخشية من حصول كارثة نووية. ومنذ أسابيع، يتقاذف الروس والأوكرانيون الاتهامات بالوقوف خلف هذه الضربات.
بعد محادثات مكثّفة، تمكن وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التوجه، الخميس، الماضي إلى موقع المحطة التي تضمّ ستّة مفاعلات تصل قدرة كل واحد منها إلى ألف ميغاوات والتي سيطرت عليها القوات الروسية في آذار/ مارس، بعيد إطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وكان غروسي قد أعلن للصحافة بعد تفتيش المحطة مع فريقه، أن "السلامة المادية" للمحطة "انتُهكت مرّات عدة"، نتيجة تعرّضها لقصف متكرّر. وأضاف أن "لا يمكن لهذا أن يستمرّ"، بدون تسمية الطرف المسؤول.
في اليوم التالي، أعلنت كييف أنها قصفت قاعدة روسية في بلدة إنرغودار المجاورة للمحطة. وتتهم أوكرانيا روسيا بأنها سحبت أسلحتها من المنشأة النووية قبل أن يفتّشها وفد الوكالة الأممية.
وغادر معظم أفراد فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحطة، الجمعة. وبقي ستّة خبراء في الموقع، غادر أربعة منهم، صباح الإثنين، ويُفترض أن يبقى اثنان بشكل دائم فيها.
وبدوره، اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت الماضي، على نظره الروسي فلاديمير بوتين القيام بوساطة لتسوية الأزمة حول المحطة.
كما جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين الماضي، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، التأكيد على "الحاجة الملحّة للحفاظ على سلامة" المنشآت النووية في أوكرانيا.
وأعلنت كييف إحرازها تقدمًا في هجومها المضاد على الجبهة الجنوبية من خلال ضرب لوجستيات الجيش الروسي في منطقة خيرسون المحتلة منذ آذار/مارس. وأكدت موسكو من جانبها أنها كبّدت خصمها خسائر جسيمة.
وأفادت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني مساء الأحد، بأنه "تم تدمير مستودع ذخائر للعدو قرب تومينا بالكا" البلدة الواقعة إلى غرب خيرسون، وجسر عائم قرب قرية لفوفي ومركز تفتيش للجيش الروسي إلى جنوب شرق خيرسون.
من جانبه أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، عن استعادة "بلدتين في الجنوب" وبلدة ثالثة في الشرق لم يذكر أسماءها.
وأكد جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الإثنين، على أنه دمّر في منطقة زابوريجيا مستودعًا كانت مخزّنة فيه أوراق اقتراع خاصة بـ"الاستفتاء" حول ضمّ مناطق الذي تعتزم موسكو تنظيمه.