ذكر الإعلام العبري، أن "إسرائيل" تدرس الحد من أنشطتها في مدن الضفة الغربية المحتلة، كمحاولة منها لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، في ضوء زيادة قوة المقاومة وضعف الأجهزة الأمنية- على حد تعبيرها-
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشتبه بأن النشاط المحدود لقوات الأمن الفلسطينية في شمال الضفة الغربية وضعف التنسيق الأمني في بعض الحالات يتم بتعليمات من أعلى مستوى داخل السلطة.
وبينت أن "إسرائيل" ستراقب بيقظة معينة الخطاب المرتقب للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية شهر سبتبمر الجاري، منوهًا إلى أنه غالبًا فإن الرئيس عباس سيستخدم منصة الاجتماع لمهاجمة "إسرائيل" وأحيانا قد تترجم تصريحاته إلى أفعال في الضفة الغربية كما جرى عام 2015 وتسبب بموجة العمليات حينها، وكما ألقى تماما خطابًا "عدوانيا" في اجتماع العام الماضي وهدد فيه من قطع العلاقات مع "إسرائيل".
وأوضحت أن التصعيد الحالي في الضفة الغربية يثير قلق الولايات المتحدة ومصر وقطر والإمارات، وجميع هذه الدول تشارك الآن في جهود التهدئة، لافتة إلى زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرا آي ليف، التي التقت مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، فيما تجنب الرئيس عباس اللقاء معها لشعوره بالإحباط مما يراه من عدم رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في التدخل لدفع العملية السياسية، حتى بات ينظر لهذه الخطوة أنه إهانة مخطط لها من قبله للإدارة الأمريكية على وجه التحديد على خلفية المساعي في واشنطن لتهدئة الخواطر وضخ المزيد من الأموال لصالح السلطة - على حد قولها-
وقالت الصحيفة العبرية، إنه "في إسرائيل، يلاحظون أن هناك تزايد في انخراط عناصر السلطة الفلسطينية في الاشتباكات المسلحة التي تقع في مدن شمال الضفة الغربية، وهذا ما يشعر سكان المستوطنات بشكل خاص قرب نابلس بحالة من القلق لوجود عدد كبير منها بالقرب من المدينة، وهو ما قد ينعكس على أي تدهور إضافي في الوضع بالمدينة في ظل استمرار ضعف سيطرة السلطة على الوضع الأمني في الضفة الغربية بأكملها، ما يلزم الجيش الإسرائيلي بالعمل بشكل أكثر شمولا". حسب قولها
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "يعترف كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أنه لا بديل أمام إسرائيل سوى خيارين، مساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة المسؤولية الأمنية في مدن شمال الضفة الغربية، أو الوقوف متفرجين ومراقبة انهيار السلطة بطريقة قد تجبر إسرائيل على الدخول للضفة من أجل سد الفراغ الذي ينشأ".