يبزغ فجر الأمل من بين ثنايا الألم، وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يولد الفرج، تلك هي "غزة" التي تجد السُبل لتواصل حياتها رغم الحصار المفروض منذ نحو 15 عاماً وما يزيد.

إبداعات الطاقات الشابة التي تميزت بعقول فذة استطاعت أنّ تُذلل الصعاب، حيث تمكن مؤخراً فريق طبي جراحي محلي من إجراء أول عملية زراعة قرنية لامرأة فلسطينية كانت تُعاني من فقدان الرؤية بإحدى عينيها، وذلك للمرة الأولى في مستشفى العيون التخصصي بغزّة.

وأُجريت العملية للسيدة جواهر أبو شرخ بعد تبرع ذوي مُتوفى من غزّة بالقرنية، حيث بيّنت كافة المؤشرات والفحوصات نجاح العملية واستجابة السيدة لعملية الزراعة.  

بدوره، قال استشاري جراحة العيون ورئيس الفريق الطبي المتخصص في زراعة القرنية بمستشفى العيون، د. حسام داود: "إنَّه رغم شح الإمكانات، تمكن من التعامل مع أخذ القرنية بطريقة علمية وزراعتها بطريقة عملية حديثة أيضاً".

وأضاف داود، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "تمكنا من إزالة المياه البيضاء وتنظيف محفظة العدسة وزراعة عدسة وقرنية"، مُؤكّداً على أنَّ العملية جرت بنجاح وبدون أيّ مضاعفات خلال العملية وما بعدها.

من جانبه، أوضح مدير مستشفى العيون التخصصي، د. ماجد حمادة، أنَّ هذه العملية هي أول عملية زراعة قرنية منذ سنوات طويلة تتم في مستشفى حكومي، لافتاً إلى أنَّ قوائم انتظار زراعة القرنية تحتوي على نحو 300 حالة سنوياً.

وأكمل حمادة، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "عملية زراعة القرنية ليست بالأمر السهل واليسير وهي مكلفة أيضاً، لذلك أطلقت وزارة الصحة ومستشفى العيون مبادرة لحث المواطنين على التبرع بالقرنية كصدقة جارية عن روح المُتوفى".

كما أشارت السيدة جواهر أبو شرخ، إلى أنَّها أجرت في السابق عملية لزراعة القرنية بالداخل المُحتل ورفضها الجسم، إلى حين إجراء العملية في مستشفى العيون بغزّة وتكللت بالنجاح.

يُذكر أنَّ عملية زراعة القرنية على أيدي جراحين فلسطينيين، تُشكل بارقة أمل لإنهاء معاناة مئات المرضى وإعادة الأمل لهم ولذويهم في القدرة على الرؤية من جديد، في ظل المعاناة التي يشهدها المرضى وذويهم، حيث إنَّ الحالات التي تحتاج لزراعة القرنية تُقدر بحوالي 300 حالة سنوياً.