يلقي الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة فتح محمود عباس الخطاب السنوي لفلسطين امام الهيئة العامة في الامم المتحدة بنيويورك. في ظل ظروف دولية صعبة وحروب أحرقت اطراف اوروبا وسباق محموم على السلاح النووي وازمة الطاقة وتراجع الهيبة الامريكية في العالم بصورة غير مسبوقة. وفي ظل تدهور مكانة جامعة الدول العربية التي اصبحت سخرية الامم ومثالا على الذل والمهانة والركوع.
وتراهن اسرائيل على ترهيب السلطة والضغط على ابو مازن لعدم القاء خطاب حاد وواضح يقلب الطاولة على رأس الاحتلال ورأس انظمة التطبيع.
وجود فلسطين في الامم المتحدة انجاز سياسي كبير لا ينكره الا جاهل، وقد حصلت فلسطين على مكانتها هذه رغم انف الادارة الامريكية التي استخدمت الفيتو ضد حقوق الشعب الفلسطيني ولصالح الصهيونية العنصرية اكثر مما استخدمته الدول العظمى مجتمعة في تاريخ الامم المعاصر. دخلت فلسطين الامم المتحدة رغم انف امريكا ورغم انف رئيس امريكا ورغم انف الجيوش الامريكية ورغم انف بن غوريون في قبره.. ويشكّل خطاب الرئيس هذه الايام امام قادة العالم نقطة مفصلية للاسباب التالية:
- اهمية الخطاب بالنسبة لحركة فتح على ابواب المؤتمر الثامن، واهميته لابناء وكوادر حركة فتح، ورؤية حركة فتح للصراع.
- اهمية الخطاب بالنسبة لكتائب شهداء الاقصى تحديدا.. وتأثير ذلك بشكل غير مباشر على مفهوم ادوات الصراع في مواجهة الاستيطان والتهديد.
- اهمية الخطاب للسلطة، وقراراتها القادمة.
لا ارى اهمية لردة فعل امريكا ووسائل الاعلام الغربية على الخطاب. كما لا يوجد اية اهمية لما سوف تكتبه الصحافة العبرية العنصرية حول الخطاب . فهذا الخطاب لن يكون موجها لزعماء الدول العربية. ولا يكترث اي طفل فلسطيني بردة فعل وزير خارجية الامارات الذي ينام الان في فنادق تل ابيب حول خطاب رئيس فتح. كما لن يكون هذا الخطاب في ميزان قادة اوروبا والمستشار الالماني.
هذا الخطاب يجب ان يقاس بمقياس مختلف هذا العام، وادوات قياس مختلفة. وسوف يفهم كل لاجئ فلسطيني في مخيم بلاطة ومخيم جنين، وحي الياسمينة كما الدهيشة وقرى الخليل والقدس وضواحي القدس ماذا يوجد بين الكلمات، وفي روح النصوص .. ولن يسأل احدنا الآخر (ماذا قال الرئيس؟). بل سوف يسأل كل مقاتل يحمل بندقية: ماذا فهمتم من خطاب الرئيس؟
هل خدعونا؟
هل غدرونا؟
هل انقلبوا على مفهوم الدولتين؟
هل نكثوا بالعهود ؟
ألا يفهمون غير لغة الرصاص والموت والتفجيرات؟