"لا بوادر أمل لإنهاء الانقسام"

الرجوب يتحدث عن ملف المصالحة والمؤتمر الثامن لـ"فتح" وخطاب لابيد بالأمم المتحدة

الرجوب.
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

كشف أمين سر لجنة حركة "فتح" جبريل الرجوب، عن آخر مستجدات بشأن إتمام ملف المصالحة الفلسطينية و عقد المؤتمر الثامن للحركة.

وقال الرجوب: "إنّ هناك مشكلة في النظام السياسي والشراكة الوطنية، مُبدياً عدم تفاؤله من نجاح الجهود الجزائرية في إتمام المصالحة مع حركة "حماس"

وأضاف، في حديثٍ لقناة "الشرق" السعودية: "لا اعتقد أنّ هناك أساس في هذه اللحظة يشجع على إمكانية النجاح"، مشددًا على ضرورة  الاتفاق الفلسطيني على مجموعة من القضايا التي من شأنها التأسيس لفهم واضح للشراكة الوطنية، وهي تحديد المشكلة بين الأطراف، التي تبدو اليوم لها علاقة بالنظام السياسي، خاصة وأنّ الشراكة الوطنية تعد استحقاقًا وبحاجة إلى آليات لبنائها.

وطرح الرجوب مجموعة من التساؤلات حول تلك القضايا وأهمها مدى امتلاك من يمثل حركتي "فتح" و"حماس" في الحوارات على تفويض كامل لإنجاز المصالحة".

وأشار إلى أنّه خلال المرات سابقة كان يتم التوقيع، ومن ثم يحدث التخريب"، مردفًا "هل الطرفين يأتيان للمباحثات على قلب رجل واحد وفهم استراتيجي للشراكة وقدرة على الالتزام والانضباط".

كما تساءل الرجوب، عن مدى  قدرة الحركتين في تجاوز مجمل الترسبات السياسية والاجتماعية التي تكرست على مدار سنوات الانقسام وحملت في طياتها صدامًا ودمًا، وهل الحركتين قادرتين على ضبط الإيقاع عند باقي مكونات الحركة الوطنية السياسية، وتفويت الفرصة على أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية، ونملك القدرة على مواجهة أي محاولات اقليمية للتخريب أو الضغط لوقف المصالحة".

ولفت الرجوب إلى أنّ الانقسام أصبح المدخل لتحقيق المشروع الصهيوني، قائلاً: "إذا لم نستطيع إنهاء الانقسام علينا إيجاد التقاطعات التي يمكن من خلالها بناء شراكة وطنية".

وفي سياق آخر، تطرق الرجوب، إلى الوضع الداخلي لحركة "فتح"، مؤكدًا على تأثر الحركة بارتدادات الحالة العامة.

ودعا الجميع في الوقت ذاته إلى الثقة بحركة "فتح" التي "كانت وستبقى بعقيدتها الوطنية وفكرها الواقعي قادرة على اجتياز كل المنعطفات بسلام.

وشدد على أنّ بقاء "فتح" يعتبر ضرورة ومصلحة وطنية، خاصة أنّ العقيدة الوطنية الفتحاوية أصبحت السمة العامة لكل القوى السياسية بما في ذلك الإسلام السياسي".

ودعا الرجوب إلى إجراء مراجعات للحفاظ على الحركة، موجها رسالته للفتحاويين قائلاً: "نحن لسنا قدر الشعب الفلسطيني، فإذا لم نجر مراجعة، و نصحح أوضاعنا، فإن قوى أخرى ستحل محلنا، لأنها تقدم نفسها للإقليم والعالم وفق رؤيتنا (القائمة على حل الدولتين)".

وشدد على أهمية عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح، منوهاً إلى أنّ عقد المؤتمر الثامن وهو الحل لكل القضايا السياسية والتنظيمية والقانونية التي لها علاقة بنظام الحركة وهيكلها والقوانين التي تعتبر ناظمة لعلاقتنا الداخلية".

وأكّد على أنّ  أهمية مؤتمر الحركة الثامن، تكمن في قدرته على مناقشة مجموعة من القضايا الملحة وحسمها، وهي دور فتح مستقبلاً، وقضية الدولة وتثبيتها على جدول الاعمال، وملف منظمة التحرير ودورها، واستقلالية القرار وارادتنا السياسية"، خاصة أنّ السلطة عندما أقيمت كانت خدماتية بامتياز ويجب أنّ لا تذهب لمربع السياسة أو التغول على المنظمة.

وحول الخيارات المطروحة في ظل انسداد الأفق السياسي مع الاحتلال قال الرجوب: "إنّ انسداد الأفق السياسي مع "إسرائيل" والعزلة التي نعيشها، والتجاهل الدولي لجرائم الاحتلال، تخلق أمامنا فرصة تاريخية لبناء رافعة وطنية فلسطينية ترتكز على برنامج الدولة ومفهوم مقاومة ومقارعة الاحتلال وشكل الدولة وبناء الشراكة مستقبلاً وتهيئة وإعداد الشعب لبناء شراكة وطنية من خلال عملية ديمقراطية".

وتابع: "إنّ خطاب رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، في الأمم المتحدة، الذي تحدث فيه عن تأييده لحل الدولتين واستعداده للسلام، "ذر للرماد في العيون".

واختتم حديثه بالقول: "إنّ خطاب لابيد هدفه كسب المزيد من الوقت لقتل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولو كان صادقاً لأصدر قراراً بوقف الاستيطان".