يُواصل المؤتمر الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، انعقاده لليوم الثاني على التوالي في العاصمة المصرية القاهرة، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعنوان "الاجتهاد ضرورة العصر صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه"، بمشاركة نحو 200 وزير ومفتٍ من غالبية الدول الإسلامية، بينهم أمين عام المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة بفرنسا د. محمد البشاري.
وخلال حديثه في المؤتمر، قال د. البشاري: "إنَّه لا ينبغي لأحدٍ أنّ يُنكر على غيره العمل بمذهبه، لأنّه لا إنكار في المجتهدات"، مُردفاً: "الله ألزم كل مرحلة بما يلائمها من معطيات رسالية هادفة لتصويب المسار الإنساني".
كما أشار إلى أنَّ الحكمة الربانية العظيمة اقتضت وجود مصادر التشريع من قرآن وسنة لتكون جذراً أصيلاً متأصلاً في الحياة، مُضيفاً: "البشر في ذواتهم مختلفون، فكيف لا تختلف الفتوى الصادرة على عصارة اجتهادية ممحصة للواقع".
وأكّد د. البشاري، على أنَّ الاجتهاد ضرورة مُلحة في كل عصر، وأنَّ مراعاة الخلاف الاجتهادي يُعد أحد أدوات القوة الفقهية الإسلامية، مُوضحاً أنَّ تيارات التكفير استلزمت إعادة بناء ثقافة تدبير الاختلاف من جديد.
وبيّن أنَّ الفقهاء في كافة المذاهب الفكرية اتفقوا على مراعاة الخلاف تحقيقاً للعبادة بأكمل صورها، مُشيراً في ذات السياق إلى أنَّ الاستجابة الإسلامية لمستجدات الزمان والمكان لا تتوقف منذ وجدت البشرية.
يُذكر أنَّ مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، يُناقش رؤى فقهية تُناسب المستجدات الراهنة، ليتم بعد ذلك تعميم النتائج الفكرية لأكبر قدر ممكن من العلماء داخل مصر وخارجها.