لا يخلو يومنا من الأعباء والمسؤوليات سواء في حياتنا العملية أو الشخصية، مما يجعلنا نشعر بالقلق ويزيد من التوترات وحدتها التي تؤثر فينا. يمكن للبعض أن يتحكم في هذه الضغوطات فيحولها إلى طاقة إيجابية، ويوجهها كحافز ودافع له حتى يتخطى عقبة معينة أو يحقق هدفاً يطمح إليه. أما بعضهم فيقع فريسة نوبات الهلع وهو اضطراب نفسي يؤثر في كل جوانب حياته. وكما ورد في موقع NHS choices، فإن نسبة التعرض لنوبات الهلع قد تتراوح بين نوبة أو نوبتين كل عدة أشهر إلى عدة نوبات في الأسبوع الواحد، وتعد هذه الحالة الأخيرة مرحلة متقدمة من المرض.
من الطبيعي أن يمر الناس بمشاعر الإرهاق والتوتر في فترة ما من حياتهم، ويعد الأمر ردة فعل طبيعية تجاه المواقف التي تضعنا تحت ضغط أو تعرضنا لخطر ما، لكن الشخص المصاب بنوبات الهلع يشعر بمزيج من القلق والضغط والخوف المتزايد بصفة دورية ومستمرة وفي أي وقت ومن دون سبب يستدعي ذلك. ومن أمثلة نوبات الهلع: قلق الأم بسبب تأخر ابنها، فتتخيل أنه تعرض للخطف أو لحادث، فتصاب باضطراب ويختل توازنها. وأيضاً خوف الطالب المتزايد من الامتحان، فبدلاً من الانتباه وتصفية الذهن للتركيز في الأسئلة، تجد الطالب يتعرق ويصاب بالهلع خوفاً من عدم الإجابة كما ينبغي.
وتتعدد أسباب الإصابة بنوبات الهلع ما بين تجارب الحياة المؤلمة التي تؤثر في نفسية الفرد، ويظهر تأثيرها فيه فوراً أو بعد سنين طويلة، أو التفكير السلبي أو الكارثي المبالغ فيه الذي يتوقع حدوث الأسوأ دائماً، أو لسبب جيني موروث من أحد الأقارب الذي عانى من نوبات الهلع فيما مضى ولفترة طويلة.
تنقسم أعراض الإصابة بنوبة الهلع إلى أعراض نفسية تشمل الإحساس بالقلق المستمر والخوف الشديد، وأخرى جسدية حيث يشعر الشخص بالغثيان ويتعرق بلا سبب واضح إلى جانب زيادة ضربات القلب غير المنتظمة والارتعاش. ترك الأمر من دون علاج يزيد من فرص الإصابة بأمراض أخرى مثل فوبيا الأماكن المكشوفة، والميل إلى الانعزال والوحدة. لأن نوبات الهلع هي اضطراب نفسي يجب على المصاب به اللجوء إلى متخصص في العلاج النفسي حتى يساعده على التخلص منه والمواظبة على الدواء.