يعود بنا المخرج محمد الدرّاجي إلى أحداث تدور مع نهاية حرب الخليج عام 1991، ويرافق الدرّاجي الجندي العراقي إبراهيم الذي رجع من الكويت، في رحلة إياب محفوفة بالموت، في قصة تراجيدية للعمل السينمائي "تحت رمال بابل".
وفي صحراء العودة يُلقي الحرس الجمهوري القبض على الجندي إبراهيم، وبلا تضييع للوقت يصبح الجندي خائنا للوطن الذي عاد إليه.
ويعيش إبراهيم وقتا عصيبا في سجون نظام صدام، مثل غيره من المعتقلين بينما تلوح نسائم الحرية عاليا فوق انتفاضة المقابر الجماعية في بابل.
لا تزال السينما في العراق تصارع من أجل البقاء، مع تردي شديد للأوضاع خاصة في شقها الأمني، ويراها المخرج العراقي يحيى العلاق "سائرة في طريق تغيير الواقع"، ويستند العلاق في حديثه مع العربية.نت إلى أن فيلم "تحت رمال بابل" تمكن من تغيير المادة 31 من القانون العراقي التي تتعلق بعائلات المفقودين،" ويشير إلى أن "العمل شكّل سابقة في العراق حيث تم عرضه أمام أعضاء البرلمان الذين صوتوا لإنصاف ذوي المفقودين".
ويعتبر صناع الفيلم الذي حاز على عدة جوائز منها أفضل فيلم في العالم العربي في مهرجان أبوظبي السينمائي وجائزة مهرجان البندقية إلى أن "تعديل مواد القانون لصالح ذوي المختطفين هو أكبر جائزة لصناع الفيلم وللعراقيين".
تم تصوير الفيلم في تسع محافظات في جنوب العراق ووسطه في ظروف يعتبرها يحيى العلاق مساعد مخرج "تحت رمال بابل" صعبة جدا برغم الانتشار الكثيف لعناصر الجيش والشرطة.
ولا يزال العلاق يستذكر حادثة 2003 حين تم اختطافهم من طرف عناصر تنظيم القاعدة أثناء قيامهم بتصوير مشاهد فيلم "حرب وحب ورب وجنون" لاعتقاد التنظيم أن العمل يُروّج لجهات معينة.
ولا يعتبر الشق الأمني تحديا وحيدا بالنسبة للسينما العراقية فالعلاّق يؤكد أن "التحديات كثيرة ومنها التمويل"، ويضرب بذلك نموذجا عن فيلم "تحت رمال بابل" الذي "لا يزال يناضل من أجل الاستفادة من مستحاقته المادية من وزارة الثقافة في العراق التي حكم القضاء ضدها وأمر بمنح صناع الفيلم مليون دولار، وهي جزء من الميزانية العامة التي تقدر بـ1.2 مليون دولار".
ورغم كل هذه الصعوبات فإن يحيي العلاق ورفاقه ماضون لإخراج المزيد من الأعمال السينمائية بينها "طريق الجنة" و"شارع الموت " و"أمرلي" الذي تدور قصته عن الأحداث التي وقعت في الموصل، حيث يتعرض عراقيون إلى الاختطاف من طرف تنظيم داعش الذي يقوم بسبي النساء لبيعهن في سوق النخاسة.