أكّد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، كمال الخطيب، على أنّ "المؤسسة الإسرائيلية كانت هي المساهمة المباشرة في إنجاح اقتحامات المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى، وذلك لكسب أصوات الناخبين في انتخابات "الكنيست" المُقررة في الأول من شهر نوفمبر المقبل.
وقال الخطيب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّهم يُريدون كسب ثقة الناخب الإسرائيلي عبر إنجاح اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وتحويل القدس لثكنة عسكرية ومنع أهلنا من الوصول للأقصى"، لافتاً إلى أنَّ منع من هم دون الـ40 من دخول المسجد، كان يهدف بلا شك إلى هذه النتيجة التي نراها الآن من اقتحامات متتالية.
وبالحديث عن محاولات الاحتلال فرض سياسية التقسيم الزمني والمكاني في الأقصى من وراء هذه الاقتحامات المتكررة، أوضح أنَّ "المؤسسة الإسرائيلية تعتمد على الدوام سياسة تطبيق ما تُريد خطوة تتلوها أخرى؛ بمعنى كانت تقوم بخطوة خلق واقع جديد في المسجد الأقصى وتنتظر ردود الفعل ومن ثم تُقيم المشهد".
وتابع: "مع الأسف حينما تكون ردود ضعيفة، وفي ظل صمت عربي وتواطؤ بعض الأطراف مثل اتفاقية "إبراهام" التي نصت على جواز السماح لليهود الصلاة في الأقصى، ويوازي ذلك استمرر التنسيق الأمني، يتم التوجه إلى خطوة جديدة والتقدم بها".
وأكمل: "الدعوة للنفخ بالبوق خطوة متقدمة جدًا؛ لكِن سبقتها خطوات ما تُسمى الصلاة الصامتة والسجود الملحمي ومظاهر إجراء عقود زواج في المسجد الأقصى"، مُردفاً: "يتقدمون خطوة كلما رأوا الفرصة مناسبة لذلك".
وعن أهمية تواجد المرابطين من أهل الداخل والقدس للرباط في الأقصى، قال الخطيب: "إنّه بات واضحاً بأنّه ليس للأقصى بعد الله سبحانه وتعالى، سوى المرابطين والمرابطات الذين يشدون إليه الرحال من كافة أرجاء الوطن، من أقصى الجليل شمالاً إلى أقصى النقب جنوبًا كون أبناء الداخل هم من يُتاح لهم فرصة الوصول للأقصى".
واستدرك: "أهلنا في غزّة ليسوا قادرين على ذلك وأيضاً أهالي الضفة الغربية الذين تمنعهم القيود من الرباط في الأقصى والصلاة فيه، وبالتالي فإنَّ الرباط في الأقصى هو صمام الأمان لحمايته من الاقتحامات والعبث".
وبدأت مجموعات من المستوطنين صباح اليوم الإثنين، باقتحام المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال في أول أيام عيد رأس السنة اليهودية، في حين اعتدت قوات الاحتلال على المصلين عند أبواب الحرم القدسي، وقد اعتصم شبان فلسطينيون داخل المسجد القبلي للدفاع عن الحرم.
وقبل بدء اقتحامات المستوطنين، انتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة صباح اليوم في باحات المسجد الأقصى تمهيدًا لتأمين هذه الاقتحامات.
وفي المقابل، تُرابط مجموعة من الشبان داخل المسجد القبلي للتصدي للاقتحامات، مُرددين عبارات التكبير للاحتجاجات على انتهاك حرم المسجد الأقصى.
كما منع الاحتلال أعداداً كبيرة من المصلّين ممن هم دون الـ40 من الدخول وأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، فدفع ذلك عشرات من المصلين إلى أداء الصلاة والاعتصام عند الأبواب، تحديدًا عند باب الأسباط.
وعززت شرطة الاحتلال من قواتها، ونشرت الحواجز في البلدة القديمة وتحديداً في محيط المسجد الأقصى ومنطقة حائط البراق، وقال شهود عيان إنَّ عناصر من شرطة الاحتلال اعتدوا على المصلين عند باب الأسباط بعد صلاة الفجر لتفريقهم من المكان.
وتتكرر الاقتحامات للحرم القدسي خلال الأعياد اليهودية بهدف جعل ذلك أمراً عادياً، في حين يرى فيه الفلسطينيون انتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى، خصوصاً أنَّ المستوطنين يؤدون خلال الاقتحامات صلوات تلمودية، وهو ما حدث أمس الأحد.
وختم الخطيب حديثه، بالتأكيد على أنَّ شد الرحال للمسجد الأقصى، قضية الأمة كلها فهو ليس لفلسطينيي الداخل ولا للشعب الفلسطيني ولا العرب وإنّما مسجد الأمة كلها، وبالتالي فالأمة مُطالبة بوقفة جادة، مُستدركاً: "لكِن علينا أنّ لا نُراهن على بعض الأنظمة التي رهنت نفسها بعلاقات حميمة مع الاحتلال".