بالتزامن مع الذكرى الـ22 لانتفاضة الأقصى والتي اندلعت في 28 سبتمبر 2000، بعد اقتحام آرئيل شارون المسجد الأقصى المبارك آنذاك، تشن قوات الاحتلال عملية عسكرية ضد مدينة جنين ومخيمها لاقتلاع ما تُسميه "المجموعات المسلحة" التي أعادت مجد معركة مخيم جنين في نيسان 2022 بعد اجتياح الضفة الغربية.
وتضع "إسرائيل" في قلب عملياتها استهداف فتحي خازم والد الشهيد رعد خازم مُنفذ عملية شارع ديزنكوف في تل أبيب، ووالد شهيد اليوم عبد الرحمن فتحي خازم، الذي اُستشهد بعد أنّ قاتل حتى آخر رصاصة برفقة زميلة محمد ألوانه بالإضافة إلى استشهاد الضابط في الاستخبارات العسكرية أحمد نظمي علاونة.
وتزعم قوات الاحتلال التي تشنّ عمليتها العسكرية بعد إعلانها توسيع عملية "كاسر الأمواج" بعد خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة مباشرةً، أنَّ هدف العملية إحباط الإنذارات من عمليات عسكرية محتلمة تنطلق من منطقة مخيم جنين بالتزامن مع الأعياد اليهودية.
من جهته، رأى الباحث والمحلل السياسي من مدينة جنين، عدنان صباح، أنَّ "عملية الاقتحام التي نفذها جيش الاحتلال صباح اليوم، ليست الأولي ضد جنين ومخيمها؛ فهي متزامنة مع الأعياد اليهودية، كما أنَّ توقيتها له رمزية خاصة كونه يتزامن مع ذكرى انطلاقة انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000".
وأضاف صباح، في حديثه لمراسل وكالة "خبر": "منذ استلام يائير لابيد، حكومة تصريف الأعمال مع بيني غانتس، يُحاولان تشكيل ثنائي فاشي، وأنّ يتنافسا مع بنيامين بن نتنياهو على دمائنا؛ ليقدموا أنفسهم الأكثر يمينية لقيادة الاحتلال وأطرافها السياسية".
وأوضح أنَّ "الأعياد اليهودية مهمة بالنسبة لهم؛ لكِن الأهم هو الانتخابات القادمة، وبالتالي يُحاولون كسر شوكة المقاومة ويُريدون الوصول إلى يوم الانتخابات وهم مُتوجين كملوك للفاشية في دولة الاحتلال، ويستغلون كل الظروف المحيطة في المنطقة، خاصةً مع انشغال العالم بالحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وحذّر من محاولات الاحتلال إيصال شعبنا إلى حالة من الخيبة والفشل ميدانيًا، كما نجح سياسيًا، مُستغلاً انشغال العالم بأزماته إلى جانب حالة التطبيع المهينة، وهو الأمر الذي دفع الاحتلال لاقتحام الأقصى والعربدة هناك في أول أيام أعيادهم.
كما بيّن أنَّ المعركة ليست محدودة في مدينة جنين ومخيمها التي تستهدف فتحى خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم، مُشيداً بحجم مشاركة الواسعة من كل المقاتلين في التصدي لهجوم قوات الاحتلال على المدينة، والذي استخدم فيه الطائرات المسيرة وقناصة الأسطح فوق المباني المرتفعة وكذلك المدرعات.
وبالحديث عن احتمالية تدخل غزّة حال توسع العملية العسكرية في جنين، قال صباح: "إنَّ المواجهة مُستمرة منذ معركة سيف القدس التي رفعت شعار وحدة الساحات"، مُردفاً: "المعركة توقفت في غزّة؛ لكِنها لم تتوقف في الساحات الأخرى مثل نابلس وجنين وكل الضفة الغربية، والتي تعيش معركة مفتوحة بشكلٍ يومي".
أما عن دلالات مشاركة أبناء الأجهزة الأمنية في معركة جنين اليوم، أشار إلى أنَّه يتم السماع بأسماء من يُستشهد منهم فقط، لكِن أعدداهم كبيرة، لأنَّ قوام الأجهزة الأمنية وطني، أياً كان الموقف السياسي للسلطة من الاتفاقيات؛ فالحس الشعبي والموقف من الاتفاقيات وطني وهو الذي ينتمي له أبناء الأجهزة الأمنية ".
وختم صباح حديثه، بالقول: "أبطال الأجهزة الأمنية الذين اُستشهدوا في الانتفاضة الثانية أعدادهم كبيرة، وأبرزهم الشهيد البطل أبو جندل في معركة المخيم، والكثير منهم اُستشهد والبعض الآخر لا يزال يُشارك في عمليات التصدي للاحتلال".