وجهت عائلات المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، رسالة إلى جماهير شعبنا المتضامنين مع الأسرى المضربين.
وفيما يلي نص الرسالة:
رسالة من عائلات المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام إلى الجماهير المتضامنة
• هل يُقاس كلُّ الزمن بذات الساعات؟
هل كل عقارب الساعات متساوية؟
هل فعلاً تساوي الساعة 60 دقيقة ويساوي اليوم 24 ساعة عند الجميع؟
أيكون زمن أم الشهيد التي تنتظر جثمان ابنها كغيره من الأزمنة؟
أيعقل أن تقيسَ عائلات المعتقلين المضربين عن الطعام الزمنَ بساعات كبقية الساعات؟
كلا... كلا كبيرة تتعدى أحرفها الثلاث، فهناك ساعات تقاس بالعقارب وبالمؤشرات، وساعات للفرح، وساعات للعمل، وساعات للسفر، ساعات تركض وتمر وتقفز دون الشعور بها
وهناك ساعاتٌ تقاس بالأنفاس، عالقةً في مكانها لا تشعر بحركتها!
• ننتظر خلف القضبان... ألم الأسر، وألم الفراق، وألم الإضراب عن الطعام. وعندما نتناول خبزنا بالكاد يمرّ عبر الفم.
نصنع المأكولات بما يسد منها الرمق، مضربون كأبنائنا عن كلّ أنواع الحلوى، وعمّا نشعر أنه فائضٌ عن الحاجة.
نكثِرُ من شربِ الماء والأملاح كما أحبتنا خلف القضبان، ونشعر بالجوع كما أفئدتنا في غرف العزل.
• البعض يتعجب، والبعض يتساءل، والبعض يدرك دافع ثلاثين أسيراً يخوضون الإضراب عن الطعام
ثلاثون أسيرًا لم يفكروا بالفِعل نفسه، بل بالقضية، يجسّدون مقولة الشهيد غسان كنفاني (الإنسان قضية) ممارسةً لا مجرد شعار.
بين ساعة المتعة وساعة الجوع مساحة لا يدركها إلا من عانى آلامها.
• الأسرى مضربون عن الطعام وعائلاتهم تُضرب عن الفرح
هنا زوجةٌ ترفض الحياةَ الطبيعية تضامناً مع زوجها المضرب، وهناك أمٌ تُعدّ الطعامَ ولا تأكل، وأبٌ يعيد حساب أشهر الاعتقال الإداري، وأيام الإضراب فيخلط بينهما ويعيد العدّ، وهنا طفلة تضع كرسي الطعام لوالدها علّه يعود اليوم، وهناك طفلٌ يتساءلُ: لماذا تغير شكلُ حياتِنا؟
وهل الإضراب عن الطعام يوازي الموت أم هو مسارٌ باتجاه الموت؟
• أسرانا المضربون:
نفتخر بمشاركتكم نضالكم ضد الظلم، سنصبر كما تصبرون أنتم هناك على أدراج الموت والكرامة، معكم نحنُ في خيامِ الاعتصام، وفي مسيراتِ التضامن، وعلى فراش الألم، وفي لحظاتِ نزف الدم.
معكم في غرف العزل وفي نقاشات المساء الطويلة، ستسمعون أصوات هتافاتنا المتلاحمة معكم وستشعرون بأيدينا تربّت على أكتافكم وتشدّ أيديكم. نُيقن أنّ مسارَكم له اتجاهٌ واحدٌ هو النصر، وسنكون هناك معكم، أمامكم وبجانبكم وخلفكم لنحتفل بالانتصار.
• ليس وحده ميزان القوى يحسم المعارك؛ فهناك طاقةُ شعبٍ حرّ، والتفافُ الشعب، ومعارك الأسرى يحملها دوماً ويسندها أبناء هذا الشعب المناضل. أنتم تبدأون المعركة وتعلنونها صرخةً في وجه السجان، ونحن نحمل شعلتكم ونكمل معكم الدرب.
معاً لهدم جدار الاعتقال الإداري، وتحقيق انتصار الأمعاء الخاوية
عائلات المعتقلين المضربين عن الطعام لليوم السادس على التوالي رفضًا لجريمة الاعتقال الإداريّ