بعد خمسة عشر عاما من الانقسام والشعب الفلسطيني يعاني الأمرين من زعمائنا.
فمن حين لآخر يطلع علينا زعماء الفصيلين، فتح وحماس بخطط كي ينهوا هذا الانقسام المدمر والذي بسببه تتراجع قضيتنا المقدسة الى الوراء، مما يجعل المحتل يستفرد بالشعب الفلسطيني ويقتل وينكل به، الى جانب هدم البيوت وتجريف الاراضي لبناء المستعمرات، هذا عدا عن اعتداء المستعمرين على المزارعين، ولا يسلم منهم الشجر أو الحجر.
كما ان مقدساتنا لا تسلم من تدنيسها يومياً، وبدلا من ان ننهي هذا الانقسام المدمر والذي في طريقه للتحول الى انفصال بغيض نجد ان الفصيلين يعمقان هذا الانقسام.
فالشعب الفلسطيني لم يعد يصبر على هذا الوضع المزري واصبح في وضع شعب بدون قيادة، لذلك بدأ بثورة ذاتية تقاوم العدو قدر المستطاع وبقدر امكانياته البسيطة حتى وصل الامر الى بداية فتنة داخليه تقضي نهائيا على حلم الشعب الفلسطيني بانتزاع حريته من هذا الاحتلال القذر.
ان التوقيت الذي بدأت فيه هذه الفتنة تطل علينا جاء عندما كان الرئيس محمود عباس يستعد لإلقاء خطابه المصيري في الأمم المتحدة. وهذا يعطي انطباعا للعالم أجمع باننا كشعب تحت وطأة المحتل من الصعب ان يكون عنده دولة مسالمة، لذلك رويدا رويدا سيبتعد عن التأييد الذي يستحقه.
فصيل حماس والفصائل التي تؤيد حماس ترتكب خطأ لعدم تأييدها الشرعية الدولية.
كما ان قيادة فتح لم تتمكن من انهاء هذا الانقسام وتظهر تراخيا واضحا في مقاومة المحتل.
ان الخوف كل الخوف باننا اليوم مع الأسف نرى ان الفتنة قادمة اذا استمر هذا الانقسام المخزي والمدمر.
الشعب الفلسطيني يطالب بإصرار قادته على انهاء هذا الوضع الشاذ والحفاظ على السلم الداخلي لأن الدم الفلسطيني غال ومن المستحيل القبول بإراقته.
والشعب الفلسطيني سمع كذب بايدن عندما قال في خطابه بالأمم المتحدة، ان امريكا تدعم الديمقراطية في العالم وحتى البلاد الصغيرة، فأين بايدن عندما زار فلسطين ورأى بعينيه معاناة الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الغادر، وبدل ان يؤنب حليفته اسرائيل قام بدعم هذ المحتل بالأموال والسلاح لقتل الشعب الفلسطيني، كما قال انه يؤيد حل الدولتين ولكنن الآن بعيدون جدا عن هذا الحل.
ما من شك ان الرئيس ابو مازن أبدع في شرح قضيتنا المقدسة، منذ اعلان بلفور المشؤوم ليومنا هذا، وقد سرد وبالتفصيل المعاملة القذرة ضد اطفالنا ومعتقلينا الأبطال، والشهداء الذين هم أيقونة الشعب الفلسطيني، كما انه كان صريحا كزعيم متمرس في كل ماهو لمصلحة شعبه، وخصوصا عندما انتقد زعماء امريكا واوروبا الذين يدّعون انهم يؤيدون حل الدولتين، ولكن في الواقع يدعمون المحتل، وقال بالفم المليان ان الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بهذا الظلم، خصوصا ان الامم المتحدة ومجلس الأمن أصدرا مئات القرارات الدولية لصالح السلام والاعتراف بحل الدولتين على خطوط عام ١٩٦٧م حسب القرار ٢٤٢ لمجلس الأمن. ولكن مع الأسف المحتل أمعن في الاحتلال، كما انه لم ينفذ اتفاق اوسلو.
لذلك نحن نطلب بتنفيذ قرارين هما القرا ١٨١ للعام ١٩٤٧م، مع ان هذا القرار غير منصف والذي يعطي المحتل ٥٤ بالمائة والباقي لدولة فلسطين، وشطب كلمة السلطة الفلسطينيةلتصبح دولة فلسطين تحت الاحتلال برئاسة الرئيس محمود عباس، والقرار ١٩٤ للعام ١٩٤٩م وهو حق العودة.
بهذا الخطاب، على حماس وبقية الفصائل المؤيدة لها احترام وتقدير الرئيس محمود عباس.
إن وحدة القرار الوطني هي التي تقرب النصر. والله المستعان.