وبين هذا وذاك يضع مليارات البشر أيديهم على قلوبهم خوفا على حياتهم.
هكذا أنهى مقاله الأستاذ نبيل عمرو الذي كان بعنوان " تجاذبات بايدن وبوتين .. والرعب الكوني"
صحيح النتيجة حتى الآن الأيدي عالقلوب، لكنها، حرب عالمية بنمط جديد تشارك فيها دول كبرى ومتوسطة وعديدة، صحيح هي ليست كالحروب العالمية الاولى والثانية، حين كانت تتضح ملامح الحلفاء على الأقل في الستة شهور الأولى من الحرب ، وكانت معروفة من لدى الطرفين تلك الدول المشاركة أو ستشارك من الطرفين في هذه الحرب ..
غموض الإجابة على سؤال من "سيشارك" ؟ وكيف ستؤول التحالفات بمرور الوقت؟ هما من وجهة نظري سؤالان مهمان وقد يكونا مدهشين.
لماذا السؤالان مهمان؟
نقول لأن هذه الحرب تأتي في زمن تربع عاملان مهمان وغير مسبوقين قياسا بالحربين العالميتين السابقتين، من حيث، أولا: التطور العلمي المهول في الصناعات الحربية وخاصة الثورة الرقمية الحالية، وكذلك، ثانيا: الإستخدام المكثف للإقتصاد وحركة المال خاصة في موضوع "الغاز " الذي يشكل عصب الحياة والصناعة في هذا الزمن والوقود الأخرى. ..
لذلك الدهشة ستكون في مجال هاتين الحقيقتين والذي سيكون في هذه الحرب كما هو الواقع ...
لن تبقى الصورة على ما هي عليه الآن بعد الستة أشهر الأولى، فالحرب في تقديري لن تحسم الآن ولن تستخدم الأسلحة النووية إلا في نهايتها، وبعد تفاقم الخسائر لدى كل الأطراف، بعد تعمق اليأس لدى المتحاربين وستجبر قوة ما لإستخدام السلاح النووي التكتيكي المقنن الذي سينهي تلك الحرب وبنفس الطريقة التي جرت في تدمير مدينة أو إثنتين كما حدث لهيروشيما ونجازاكي لإعلان النصر .
التحالفات قد تتغير مع نهاية العام الأول الجاري لهذه الحرب الكونية "الأوكرانية" بعد ظهور الأثر القادم على صقيع أوروبا، وتحركات شعوبها، وإلى حد كبير أيضا لمدى النقص في وصول القمح والغذاء لدول العالم الأخرى، وستدخل أوروبا في تفاعلات شعبية ورسمية وتغيير أنظمة حكم بسبب نقص الغاز وتلعب مركزة رأس المال وتحولاتها الدور الأهم الثاني بعد السلاح، وسيدخل العالم أيضا في تفاعلات غذائية لها طابع سلبي شعبية قد تسقط حكام لدول رئيسية مشاركة في الحرب سواء بالانتخابات أو بالفوضى المتوقعة.
إلى أي مدى تستمر الحرب وكم من الأعوام ستتواصل هذه الحرب ؟ هو سؤال الفنتازيا الذي يتلخص في:
1- الخسائر العسكرية والتدميرية المهولة قبل النصر اليائس في الحرب وكذلك،
2- التفاعلات الشعبية وتغيرات الحكام والفوضى المتوقعة في أوروبا بالذات، وليست ، روسيا وأمريكا بعيدتين عن هذه الفوضى..
تلك محركات القوة لرفع حالة يأس المتحاربين ليحسم أحدهم الحرب كما قلنا بضربة نووية مقننة وهذان العاملان وحركتهما من تتحكما بعدد سنوات الحرب ومدى استمرارها.