أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسرى يعيشون ظروفًا صحية صعبة، داخل المعتقلات الإسرائيلية، تتمثل باستخدام أساليب مختلفة من قبل إدارة السجون بحقهم، لكسر عزيمتهم، كحرمانهم من الرعاية الطبية اللازمة لهم، إضافة لاستخدام التعذيب النفسي والجسدي، ووضعهم في زنازين تفتقر لكل مقومات الحياة، ما يزيد من انتشار الأمراض وتفشيها بينهم.
وأشارت الهيئة في تقرير صدر عنها اليوم الأحد، بعد زيارة محاميها فادي عبيدات لمعتقل النقب، إلى مجموعة من الحالات المرضية، لعدد من الأسرى من بينها: حالة الأسير محمد مرداوي (43 عامًا) من بلدة عرابة بمحافظة جنين، الذي ما زال يعاني وضعًا صحيًا صعبًا، فهو يشتكي من آلام شديدة في الصدر وسعال حاد ومستمر، ما يؤثر على عملية التنفس لديه، ووضعه ازداد سوءًا بعد إصابته بفيروس قبل خمسة أشهر، بسبب مماطلة إدارة المعتقل التي لم تجر له أية فحوصات ولم تقدم له علاجًا، ما أدى لتفاقم حالته، ويعاني من مشكلة قديمة بالرئتين نتيجة مضاعفات بسبب إعطائه أدوية بالخطأ عام 2012، وقبل ثلاثة اشهر أجري له تصوير اشعاعي، وأبلغ بأنه يعاني من التهاب حاد بالرئتين وتم اعطاؤه كورتيزون.
ويعاني الأسير عماد أبو رموز (48 عامًا) من مدينة الخليل، والمتواجد حاليًا في سجن النقب من التهابات باللثة وتسوس بالأسنان، واليوم لم يتبقى له من الأضراس الا ستة، وهي متسوسة ويرفض خلعها كون الفترة المتبقية له في الأسر طويلة، ولا يعرف ماذا سيحل به أن تم خلعها.
وأصيب أبو رموز سابقًا بسرطان بالخصية، وتم استئصال الخصية اليمنى قبل سنة وأعطي علاج كيماوي، لجانب فحوصات دورية، وبالفترة الأخيرة أبلغه طبيب المعتقل بأنه بحاجة الى اجراء فحوصات جديدة، إلا أنه ما زال ينتظر حتى الآن، وتتعمد إدارة المعتقل اهمال وضعه الصحي.
وأشارت إلى تفاصيل الحالة الصحية للأسير المصاب نذير دار أحمد (22 عامًا)، من بلدة عبوين والذي يواجه وضعًا صحيًا مقلقًا، بعد إصابته بـ 20 رصاصة بمختلف أنحاء جسده، من قبل جيش الاحتلال أثناء عملية اعتقاله خلال أيار الماضي، ويشتكي من أوجاع حادة في الظهر والقدم، نتيجة لوجود بقايا شظايا في جسده، ويتم منحه أدوية مسكنة فقط.
وحملت الهيئة إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحق المعتقلين، وطالبت المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالقيام بدورها اللازم تجاه قضية المعتقلين.
في السياق، قالت الهيئة، إن قوات الاحتلال لا تكتفي بالقتل المتعمد بحق الأسرى، وأصبحت سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال شكلا من أشكال القتل المتعمد مع سبق التخطيط والإصرار بمباركة كافة المستويات السياسية والأمنية.
وكشفت في تقريرها بعد زيارة محاميها فادي عبيدات أسرى سجن النقب، عن صعوبة الوضع الصحي للعديد من الأسرى المرضى، الذين يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي والمماطلة في تلقي العلاج ومنهم حالة الأسير راسم عبد الرحمن حمامرة (43 عامًا) من حوسان، منذ أربعة سنوات وهو يعاني من التهابات باللثة ونتيجة التهابات اللثة أصبحت الأضراس والأسنان الأمامية تتساقط، وعانى سابقًا من حصى بالكلى، وأجريت له عملية تفتيت عام 2004 وعملية شفط للحصى عام 2017 وهو الآن بحالة مستقرة.
أما الأسير هيثم ناجي كعبي (39 عامًا) من مخيم بلاطة والمحكوم بالسجن 17 عامًا، فيعاني من كولسترول مرتفع وراثي ويتلقى الأدوية بشكل مستمر وقبل حوالي ثلاثة أسابيع أصيب بألم حاد بالرقبة واليد اليسرى وأبلغ إدارة السجن ولكن لم تكترث لوضعه الصحي وأعطي مسكنات وأعيد إلى القسم وعندما عجز عن تحمل الألم عاد مرة اخرى وتم اعطاؤه مسكن بالوريد ولكن لم يتحسن إلى أن حضر مسؤول السجن برفقة الممرض ونقل للعيادة وتم إجراء تخطيط للقلب وتبين أنه يعاني من جلطة وتم نقله إلى مستشفى سوروكا، وهو يعاني من انسداد بالشريان الأورطي .
وأضاف الأسير، أنه باليوم التالي أبلغه الطبيب بأنه بإمكانه البقاء تحت المراقبة أو العودة إلى السجن الذي حضر منه، وطلب العودة إلى السجن، ولكن تم نقله الى ما يسمى "عيادة سجن الرملة"، ورفض الدخول وأعلن الإضراب عن الطعام والدواء وبعد أربعة أيام تم نقله إلى سجن عسقلان، وبقي لمدة ثمانية أيام إلى أن تم نقله إلى سجن النقب.
ويشتكي الأسير محمد عبد الجبار (19 عامًا) من بلدة حزما من التهابات وروماتزم منذ الطفولة ومنذ أن تم اعتقاله، تم إجراء الفحوصات بسجن عوفر ولم يتم إعطاؤه العلاج الخاص به منذ خمسة أشهر، رغم المطالبة بذلك ما أدى إلى التهاب صمام القلب، كما يعاني من دوار وضيق بالتنفس وأوجاع بأنحاء جسمه وهزل وعدم قدرة على الحركة وتم مراجعة العيادة من قبل الأسير وُبلغ منذ شهرين بأنه تم تحديد موعد لإجراء فحوصات ولكن إلى هذه اللحظة لم يتم نقله لإجراء الفحوصات ولا يعرف متى سينقل لإجراء الفحوصات.
وطالبت الهيئة، كافة المؤسسات الدولية بضرورة القيام بمسؤولياتها للاطلاع على الأوضاع التي يعيشها الأسرى داخل السجون وزنازين العزل والتي تؤدي إلى إصابة الأسرى بالأمراض واستشهاد البعض منهم.