"ورقة قانونية" تشرع وجود المستوطنيين في الضفة الغربية

مستوطنين
حجم الخط

كشف النقاب عن أن المستشار القضائي الجديد للحكومة الاسرائيلية أفيحاي مندلبليت، الذي سيبدأ مزاولة مهامه مطلع الشهر المقبل، أعد ورقة "قانونية" تجيز للحكومة، عدم إخلاء المستوطنين في الضفة الغربية، من الأراضي التي استولوا عليها واستوطنوا فيها، وهي بملكية فلسطينية خاصة.
وبحسب المستشار فإنه ستفرض على المالكين أراض بديلة، وحرمانهم من التوجه إلى محاكم اسرايلية.
ومندلبليت يحمل رتبة لواء في الجيش الاسرائيلي، وكان قد تولى منصب المدعي العام العسكري في الجيش، وبعد خلعه البزة العسكرية، تولى مناصب متعددة، إبرزها السكرتير العام للحكومة الإسرائيلية، وهو يُعد من أقرب المقربين إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي عمل جاهدا في الأسابيع الأخيرة، كي يتم تعيينه في منصب المستشار القضائي للحكومة، وهو منصب يُعد صاحبه، المدعي العام الأعلى للنيابة الإسرائيلية، وبيده صلاحيات تقديم منتخبي جمهور وكبار المسؤولين للمحاكمات. كما أن لموقفه من مشاريع القوانين المقترحة، وزن خاص في القرار.
وحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس"، فإنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والتزام نتنياهو لكتلة أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"، بتثبيت كافة البؤر الاستيطانية في الضفة ، والتي يتجاوز عددها 90 بؤرة، طلب نتنياهو من مندلبليت اعداد ورقة قضائية تجيز استمرار السيطرة على الأراضي الخاصة التي سلبها المستوطنون.
وأعد مندلبليت الورقة وعرضها على المستشار القضائي الحالي يهودا فاينشتاين، إلا أن الأخير رفضها كليا. ولكن فاينشتاين سينهي مهامه بعد ثلاثة أسابيع، لتنتقل صلاحية القرار الى معد الورقة ذاته، مندلبليت.
وقالت الصحيفة، إن مندلبليت ترأس في الاشهر الأخيرة طاقما من عدة وزارات، بحث في كيفية تثبيت عدد من البؤر الاستيطانية، القائمة بأغلبيتها على أراضي فلسطينية بملكية خاصة، كي يتم عرض موقف الحكومة، أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، بشكل يبقي على البؤر ومنع إخلائها.
وتبحث المحكمة العليا الإسرائيلية منذ سنوات، سلسلة من الالتماسات، قدمها أصحاب أراضي فلسطينية ومعهم منظمات حقوقية، طالبين اخلاء أراضيهم من عصابات المستوطنين، إلا أن المحكمة الإسرائيلية تتواطأ كليا مع الحكومة، إما من خلال المماطلة وعدم إصدار قرار. وأحيانا غض الطرف عن عدم تنفيذ الحكومة لقلة من القرارات التي أمرت بإخلاء الأراضي بملكية خاصة.
وقال السكرتير العام لحركة "السلام الآن" الإسرائيلية، ياريف أوفنهايمر معقبا على ذلك بأنه "لا يعقل ان يبلور مندلبليت توصيات لتأهيل بناء غير قانوني على أرض خاصة، قبل أسابيع من تسلمه منصب المستشار القضائي". وأضاف أن "موقف الفريق برئاسته يمكن أن يفسر لماذا بذل بنيامين نتنياهو كل جهد مستطاع كي يؤهل تعيين مندلبليت. بؤرة مقابل منصب مستشار".