الوثيقة بدت كموضوع إنشاء لتلميذ بالمرحلة الابتدائية.
كما توقعنا في منشور سابق ، لم يستطع المتحاورون في " لقاء الجزائر " ، الذي وضعت له الجزائر عنوان " مؤتمر لم الشمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية " ، إنجاز المهمة التي كان يطمح لها الشعب الفلسطيني ، وكذلك المستضيف للحوار " الشقيقة الجزائر " ، وبعد ثلاثة أيام من الحوار الممل ، خرج الحاضرون بوثيقة إعلان الجزائر ، والتي لم تقدم حلولا لإنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية ، وبدت بنود الاتفاق كسابقاتها من الوثاق التي تم التوافق عليها ، تكرارا ممجوجا ملَّ الشعب الفلسطيني من سماعة ، وقراءة بنوده ، ولم تطبق على أرض الواقع ، بل جاءت هذه الوثيقة أكثر نقصا مما سبق من وثائق ، وبقاء الوضع على حاله ، إلى حين تراضي " الزوجين المطلقين " وعودتهما إلى بيت الزوجية ، بعد فشل إعادة الزوجة " الناشز " إلى بيت الطاعة ، وكأن المتحاورين أرادوا إرضاء الجزائر ، وفي الحقيقة أنهم أساؤوا للجزائر ، التي احتضنتهم ووفرت لهم الأجواء للخروج باتفاق يكون بشرى للشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام الأسود والأسوأ في تاريخ الشعب الفلسطيني ، وبدت الوثيقة كأنها موضوع إنشاء قام بكتابته طالب في المرحلة الإعدادية ، إن لم نقل الابتدائية ، حيث لم يتم التوافق على إنهاء الوضع القائم ، من خلال وجود حكومتين أو " دولتين " في رام الله وغزة ، بعد أن تم إسقاط أهم بنود الوثيقة ، بقيام حكومة وحدة وطنية ، تجمع الشمل ، وتوحد المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع ، وهو ما دعا بعض المجتمعين " الذين وقعوا " على الوثيقة ، إلى انتقادها فور خروجهم من قصر الأمم في الجزائر ، فإلى متى ستستمر مهزلة الانقسام ، وتدبيج الوثائق التي تتحدث عن إنهائه ، وعودة الوحدة الوطنية ، وإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي القائم حاليا ، ما بين شمال وجنوب الوطن المرتقب ، أو كما كان يسميه شاعرنا الراحل أحمد دحبور " هذا الجزء المتاح من الوطن "!!