بينما ينشغل جنرالات الاحتلال في البحث عن إجابة لسؤال (هل بدأت انتفاضة شاملة ام لا؟) . تبدو القيادات الفلسطينية غير معنية هذه المرة بتقديم إجابة. وتترك الأمور على تطورها الطبيعي الى الحد الذي يمكن ان يمتد الى شهور او الى سنوات .
السلطة الفلسطينية لم تعد تخفي رغبتها في (انتفاضة شعبية) مستمرة . وعلى الأقل هذا ما تقبل به قيادة فتح الراهنة قبل المؤتمر الحركي القادم.
وبين مفهوم انتفاضة سلمية . و -انتفاضة شعبية. و- انتفاضة مسلحة بالبنادق. لا يختلف الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم ان الواقع الراهن لا يمكن ان يستمر ولا باي حال من الأحوال.
الاستيطان التوسعي – التهويد – الاعتداء على الأماكن المقدسة – جرائم المنظمات الإرهابية اليهودية – الخطاب الإعلامي العبري العنصري– غياب الحل السياسي– تنصّل إسرائيل من جميع اتفاقيات أوسلو باستثناء التنسيق الأمني– قهر الفلسطينيين وسرقة أراضيهم– قتل الأطفال– اقتحام المدن– حصار غزة ... وغيرها عشرات الجرائم اليومية، لا حل لها سوى المقاومة .
استهانت إسرائيل بالمقاومة السلمية وقمعت المتظاهرين السلميين والرسامين على الجدار والمغنين ومنعت دخول المتضامنين الأمريكيين والأجانب من مطار اللد، ونكّلت بكل ناشط تضامن سلما مع الشعب الفلسطيني وأغلقت المؤسسات الحقوقية في القدس وصادرت الأموال الخيرية. واطلقت نحوهم النار. فتراجعت المقاومة السلمية وتوقف اشعال الشموع والصلوات في الجبال \ وتقدمت المقاومة الشعبية والتظاهرات . ففتح الاحتلال النار باتجاه الأطفال وصار القتل يوميا في بيتا وقصرة والخضر ومسافر يطا، وخرجت الجنازات من كل المدن \ فتراجعت المقاومة الشعبية. وتقدمت المقاومة المسلحة بالبنادق للدفاع عن المدن .
لم تفهم إسرائيل الرسالة ولم تطرح اية مبادرة سياسية ولم تعد حساباتها. بل يقول بيني غانتس اليوم ان (عرين الأسود) في نابلس مجرد 30 مقاتلا وسوف نقضي عليهم !!!
لا شك ان الحمار لا يقول هذا الكلام. ولكن بيني غانتس ويائير لبيد وقادة الأحزاب الصهيونية يقولون هذا الكلام .
لا يوجد أي مؤشر ان منظمة التحرير سوف تعلن القتال بالبنادق ضد الاحتلال، ولكن لا يوجد أي مؤشر انها سوف تحارب هذه الظاهرة.
قد يقول البعض هذه ليست انتفاضة عارمة مثل العام 2000 وانما هذه نصف انتفاضة. ويبدو هذا صحيحا.. ولكن نصف الانتفاضة قد تستمر لشهور ولسنوات وقد تصل الى عشر سنوات.
انتفاضة 1936 ضد الاحتلال البريطاني (قبل ان تقوم جميع الدول العربية) استمرت بالبنادق لمدة 3 سنوات وهزمت الجيش الإنجليزي\ وانتفاضة الحجارة عام 1987 والتي انكر رابين وجودها لسنوات واطلق عليها الاعلام العبري اسم "قلاقل" استمرت لسبع سنوات وانتصرت. وانتفاضة عام الفين استمرت خمس سنوات ولم تتوقف الا بعد وعود من كل صوب وحدب .
ونصف الانتفاضة الراهنة، تملك الحاضنة الشعبية والدعم العربي وقد تستمر لعشر سنوات...