الحرب الديموغرافية ما بين تشكيك اساف يشاي وترويع ارنون سوفير

حجم الخط

بقلم غادة خضر 

 

 

يبدو ان أسرائيل فضلت  الحرب الديموغرافية عن الحرب الاختيارية أو الإستباقية أو الحرب الراقدة وغيرها من أنواع الحروب التي اعتمدتها اسرائيل في الماضي ، وذلك حسب التحديات والتهديدات الأمنية التي تواجهها في كل مرحلة ،وبناءاً على توصيات معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلى .

وفي ظل التغيرات الدولية والإقليمية والتى أثرت على الكيان ظاهرياً أو باطنياً ، وبعد شنت  اسرائيل عدة حروب متلاحقة في سنوات قليلة انهكتها مادياً فكل صاروخ  سقط  على غزة  كلفها الاف الالاف من الدولارات  ، دون حدوث أى تغيير يذكر بعد كل حرب ، ودون أن يلمس المواطن الاسرائيلى أى نتائج ملموسة على أرض الواقع بعد كل هجوم عسكري   صوب الأرض المصادرة ( غزة ) ،كل ما سبق جعل القيادة الاسرائيلية تفكر جدياً في الحرب الديموغرافية ، بالذات بعد علت الاصوات في الكيان ، بعدما نشر معهد الدراسات للأمن القومي الاسرائيلى  أخر ما توصل اليه بأن نسبة  اليهود  آخذه في الإنخفاض بسبب ارتفاع معدل  الزيادة الطبيعية عند الفلسطينين في الضفة أو غزة أو داخل الخط الأخضر  ، ويؤكد ما سبق ما يصدر عن دائرة  الإحصاء المركزية الاسرائيلية ونظيرتها الفلسطينية ، اضافة لذلك حذر عالم ديموغرافيا اسرائيلي من الخطر المحدق  ديموقراطياً  والذي يجعل من اليهود اقلية في كيانهم المصطنع  ، وحذر ارنون سوفير استاذ الجغرافيا في جامعة حيفا لإذاعة الجيش  من الخطر الديموغرافى  الفلسطيني وما سيجلبه من تغير وخلل في التوازن في المراحل القادمة ، ومع ذلك شكك الصحفي  اساف يشاي  في صحيفة معاريف الصادرة يوم١٢/١٠/٢٠٢٢ في ما صرح به ارنون  سوفير  بحجة أن هناك من يروج للخطر الديموغرافي  في اسرائيل  مما يجعل الأخيرة  تتخذ خطوات سياسية قسرية ، وما يروج له من علماء واساتذة  الجغرافيا ما هو الا مدعاة للتنازل !!!!!!

اضافة لذلك شكك  اساف يشاى في المعلومات الصادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني وأنها مجرد معلومات مزورة ومغلوطة .

وكمواطنة فلسطينية وباحثة سياسية أرى ان الأسباب التى جعلت اساف يشاي يكتب في هذا الشان وبهذه الطريقة  وفي هذا التوقيت بالذات ما يلى :-

١_ موافقة  اسرائيل على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية .

٢_ تجنب حرب مع حزب الله  من خلال انعاش اقتصاد لبنان  وذلك بعد التنازل عن  حقل قانا للغاز  و عن ٦ كليو متر من مياهها  .

٣_ اتجاه اسرائيل نحو السلام والديبلوماسية حسب تصريح  زهافا غالون .

٤_ شراء الأمن بالمال واقتناع الكاتب بما صدر عن نتنياهو  من تصريحات تدلل على خوف لابيد من مسيرات حزب الله .

٥_ ما ينتج عن الحرب من خسائر  بشرية  ومادية تجارية .

٦_ صمت  اسرائيل وامتناعها عن الرد  عن ما يصدر من تصريحات للقيادات والفصائل الفلسطينية عن حقل غاز مارين غزة .

كل ما سبق جعل الكاتب الاسرائيلي اساف يشاى يؤمن بأن  الكيان الصهيوني يشعر بالخطر ويفضل الان الهدوء والإستقرار الإقليمي عن الحرب بمسماياتها وانواعها ، وشراء الأمن للمواطن الاسرائيلي القاطن في الأرض المحتلة  ، وذلك لجلب مزيد من اليهود في أرض السلام حسب زعمهم ، لأن البشر بغض النظر يهود أو أغيار ( غير اليهود ) بطبيعتهم يهربون من الأماكن التى يوجد بها  صراعات و حروب  وقتل و دمار ، فإسرائيل حالياً تعتمد سياسة الهدوء و الإستقرار للتخلص من خطر الديموغرافيا ، ولزيادة أعداد اليهود وارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية لدى الكيان الصهيوني في الأرض المحتلة، ويدرك العدو أن الصراع مع الفلسطينين  صراع وجوود لا حدود    .