أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح ، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في بيان، إن مصنع الرمال السوداء هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، معتبرا إياه إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.
وداخل المجمع التابع لـ "الشركة المصرية للرمال السوداء"، يجري استخلاص الركائز المعدنية الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميا.
وتمتلك مصر، 11 موقعا غنيا بالرمال السوداء، ويتم فصل تلك الرمال في أماكنها بأجهزة خاصة، وتتحول بعدها لمنتجات استراتيجية و41 صناعة مهمة، وفق بيانات حكومية مصرية.
ويأتي افتتاح المشروع المصري البارز استجابة لتكليفات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعظيم القيمة المضافة للمعادن الاقتصادية المستخلصة من الرمال السوداء في مصر، والذي اعتبر في حديثه نهاية العام الماضي أنّ المعادن المستخرجة ستحقق للبلاد أكبر فائدة اقتصادية واستثمارية.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن مصر ستحقق استفادةً كبرى من مشروع الرمال السوداء، بتعظيم القيمة المضافة للمعادن المستخلصة منها، ثم تحويلها إلى منتجات لمختلِف الصناعات، الأمر الذي يساهم في دفع عجلة الاقتصاد بالبلاد.
وتدخل مستخلصات الرمال السوداء في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأصباغ والورق والجلود والدهان والسيراميك وسبائك المحركات وتركيبات الأسنان والأسرة المعدنية والخرسانة التي تتحمل الحرارة العالية والحديد الإسفنجي وأحجار الجلخ والصنفرة وفلاتر المياه والهواتف الذكية والسيارات العاملة بالكهرباء.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، عن رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل، قوله إن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء تتمثل في الإلمنيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، والماجنتايت.
ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع "الإلمنيت" نحو 298 ألف طن في العام، ولمصنع "الزيركون" نحو 25 ألف طن في العام ولمصنع "الجارنت" نحو 12 ألف طن في العام، ولمصنع "الروتايل" نحو 11 ألف طن في العام ولمصنع "المونازيت" نحو 145 طنا في العام.
موارد ضخمة.. وصناعات كثيرة
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، علي الإدريسي، أن مصر تمتلك موارد طبيعية مهمة، وظلت لسنوات تصدرها ثم تستوردها في صورة سلع مصنعة، مما يكبدها خسائر كبيرة، ولهذا اتجهت لتغيير تلك الاستراتيجية بتنفيذ عدد من المصانع للاستفادة من هذه الموارد لخلق قيمة مضافة بشكل أكبر بدلا من تصدير المنتجات كمادة أولية، بما يحقق عوائد إيجابية على الاقتصاد الوطني.
وقال الإدريسي في حديثه، إن الرمال السوداء من أهم المجالات التي اهتمت بها الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، إذ يستخرج منها العديد من المواد الأخرى التي تخدم صناعات كثيرة بداية من هياكل الطائرات وإطارات السيارات وانتهاءً بالدهان والسيراميك والهواتف الذكية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن العالم يشهد أزمة اقتصادية مؤخرا بزيادة أسعار المواد الخام المستخدمة في العديد من الصناعات، ومن ثم فإقامة مشروع مثل مصنع الرمال السوداء يدفعنا لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة ويخفض فاتورة الاستيراد، ويحقق خفضا لأسعار المنتجات على المستهلكين.
وتابع: "هذه خطوة إيجابية في ملف توطين الصناعة، عبر زيادة الصادرات الصناعية وتوفير فرص عمل وزيادة في حجم المعروض من المنتجات في السوق المحلي".
المصدر: سكاي نيوز عربية