نظم مركز "حوار" قسم دراسات المرأة لقاءً ثقافياً، ضمن سلسلة "مبدعات فلسطينيات"، وذلك باستضافة الكاتبة والأديبة القديرة يسرا الخطيب للاطلاع على تجربتها الإبداعية ورحلتها القصصية التي تكللت بالعديد من الإنجازات والنجاحات، تحت إشراف مؤسسة القسم الأستاذة ريم فرحات.
الكتابة والروائية يسرا الخطيب، استخدمت منهج يدعم الحركة الثقافية والإبداعية في فلسطين عامة، وهي أول إمرأة عربية برعت في استخدام لغة الهايكو اليابانية في مجالها، ومتعارف عليها في الأوساط العالمية والعربية، حيث تناولت أعمالها تسليط الضوء على المرأة الفلسطينية برؤية مغايرة ومخالفة للصورة النمطية التى يروجها العالم والاحتلال.
ومن أبرز إصداراتها "ابقِ بعيدة، وفي انتظار عطرها"، حيث أوضحت يسرا الخطيب، أنّها خصصت في كتاباتها المرأة والرجل سوياً، نظراً لأنَّ الموضوع إنساني أكثر من كونه مقتصراً على النظرة النسوية.
وقالت: "إنَّ روايتي -ابقِ بعيدة- جاءت لتُعبر عن صوت وحال المرأة الفلسطينية، الأسيرة أو المبعدة فهي الأسيرة وزوجة الأسير وأم الأسير، كما تناولت مشكلة النساء ما بعد الأسر وكيف يتعامل معها المجتمع، حيث امتد زمن الرواية منذ صفقة تحرير الأسرى الأولى عام 1985 وعادت بالأحداث إلى عام 1967".
وأضافت: "إنَّ المرأة الفلسطينية استطاعت أنّ تثبت أنّها الفاعلة والمناضلة والثورية الحقيقية وليست الصورة التي وصفها بها الاحتلال، بأنها الشخصية الدونية التي تعتليها النظرة النمطية، كما تناولت الرواية مشكلة الانقسام الفلسطيني، وتهريب النطف، والهجرة عبر أزمان مختلفة"، مُردفةً: "حاولت أنّ أكون صوت المرأة المكلومة والصامتة التي لا تستطيع مواجهة الآخرين، وكل امرأة قرأت الرواية شعرت بأنّني أتحدث عنها".
من جهتها، بيّنت الناقدة والأكاديمية د. سهام أبو العمرين، أنَّ "المرأة الفلسطينية ناضلت لعقودٍ طويلة من أجل الحصول على الامتيازات التي جنتها من خلال نضالاتها ومقاومتها المستمرة بهدف تغيير صورتها وإنشاء مجتمع يراها إنساناً كاملاً، وبالرغم من هذه الإنجازات المحققة ومشاركتها الفعالة في المشهد الثقافي إلا أنَّ هناك جملة من التحديات التي تواجهها وتحد من وجودها في المجالات الحياتية العامة".
وأشارت أبو العمرين، إلى أنَّ التحدي الأول الذي يُقيد حركة النساء، هو الذي تصنعه لأنفسهن واعتبارهن ضمن الرقابة الذاتية التي تقوم بالأدوار الفاعلة وإحداث تغييرات مجتمعية ووطنية، مُستدركةً: "لازال المجتمع يرى المرأة وفق الصورة النمطية المحدودة التي تفرض عليها القيود، لذلك لابد من إنشاء خطاب نسوي مجتمعي يناهض العادات البالية والأعراف الثقافية الخاطئة".
وأكملت: "استطاعت المرأة الفلسطينية أنّ تعي دور الكتابة كأداة أساسية؛ لتشكيل الوعي المجتمعي من خلال وجودها في مراكز صنع القرار وإنتاج خطاب ثقافي ينهض بواقعها من أجل تغيير المنظومة الثقافية وفق معايير تحفظ بها كيوننتها، ويعززنّ دورهن وتحصيل حقوقهن كاملةً".