بـنـيــــامـــين نــتــنــيـــاهــــــو أو بـيـبـــــي!

20161201210319
حجم الخط

سيكون 23 شباط يوما مصيريا لليكود، للدولة والديمقراطية الاسرائيلية كلها. فعشرات آلاف منتسبي الليكود سيتدفقون لصناديق الاقتراع التي ستنتشر في مواقع مختلفة في ارجاء البلاد، ليحسموا من يقود الحزب، وعلى ما يبدو ايضا الدولة، في الانتخابات التالية (بعد اكثر من ثلاث سنوات): بنيامين نتنياهو أو بيبي. هذه ليست اسطورة اطفال ولا قصة مغرقة في الخيال. هذا سيحصل حقا. وسيكون هذا احد أكثر السبل سخافة لانفاق 4 مليون شيكل من صندوق الدولة، ولكن احدا لن ينبس ببنت شفة. لا في الليكود، حيث يسير الجميع على الخط مع الزعيم ويقفون بصمت متوتر، ولا في اجهزة سلطة القانون المختلفة، ولا في وسائل الاعلام التي حتى هي لم تعد ما كانت عليه ذات مرة. في واقع الامر، نتنياهو لا يتنافس حتى ضد نفسه. فكي يحصل هذا ينبغي ان يتقرر ان تكون بطاقتان: واحدة «مع» (بيتي) والثانية «ضد» (بيبي). هكذا يتبع في استطلاعات الرأي العام وفي الانتخابات ذات المرشح الواحد. مع، ام ضد. امر أولي. ولكن حتى هذا أخاف رئيس وزرائنا. فالى يكون احد يقف امامه في الانتخابات التمهيدية، لا يكفي على ما يبدو. وبالتالي فقد قررت لجنة الانتخابات المركزية بان بطاقة واحدة ستكون «بنيامين نتنياهو»، والبطاقة الثانية لن تكون «ضد» بل ببساطة بطاقة بيضاء. وما هي البطاقة البيضاء؟ البطاقة البيضاء هي عدم المشاركة. هذا ما يقرر قانون الانتخابات للكنيست مثلا. البطاقات البيضاء لا تحصى ولا تشارك. هذا يعد امتناعا عن التصويت. ولكن ليس في الليكود. هناك، البطاقة البيضاء هي على ما يرام. المهم لا يمكن لاحد أن يقول «ضد» الزعيم القائم. فهذا قد يتسبب له بعدم ارتياح. وبالتالي فان اعضاء الحزب سيصوتون مع بيبي، او يمتنعون. وهذا يعني، بانه لا يوجد ضد بيبي. حسن ان هكذا. «ضد» بيبي هو كفر بالاساس. هذه مؤامرة خطيرة، هذا فعل لا يفعل في الديمقراطية الشمولية السليمة. كم محزن ان نرى دير الصامتين (في افضل الاحوال) او الطائعين (حسب يوفال شتاينتس) في الحزب، ممن يطأطئون الرأس ببهجة ويقبلون الحكم. شتاينتس، على سبيل المثال، الذي هجم على أول مايكرفون يلقاه في طريقه كي يعلن تأييده الحماسي «لمبادرة تقديم موعد الانتخابات التمهيدية» لأنه على حد قوله «الليكود كحزب حاكم يحتاج الى الاستقرار وقدرة الحكم، ولا حاجة الى هز الحزب كل سنتين – ثلاث سنوات في انتخابات تمهيدية». نهاية الاقتباس. نعم، هو حقا قال هذا، وكأن الليكود هو حزب يغير زعماءه مثل حزب العمل. أخي العزيز يوفال شتاينتس، منذ قيام الليكود لم يكن فيه سوى أربعة زعماء فقط: مناحم بيغن، اسحق شمير، بنيامين نتنياهو وارئيل شارون. هذا هو. احد من زعماء الليكود لم ينحيه الحزب او يخسر في الانتخابات التمهيدية. الاستقرار وقدرة الحكم، موجودان في الليكود منذ تأسس. لا توجد أي ضرورة لاتخاذ خطوات كورية – شمالية كي يتحقق أخيرا الاستقرار المنشود للحزب. وانت مدعو لأن تهين ذكاءك نفسك، ولكن لماذا تهين ذكاءنا ايضا؟ لا تقوم الدكتاتوريات بين ليلة وضحاها. بشكل عام تكون هذه مسيرة زاحفة، تتقدم بسرعة متغيرة على مدى فترة الى أن في مرحلة معينة، بدون اعلانات وبدون طقوس، تصل الى النضج. بعض منا لا ينتبه، بعض آخر لن يولي أهمية، آخرون يعتقدون الا مفر وكثيرون سيكونون ببساطة لا مبالين. يخيل لي اننا في ذروة مثل هذه المسيرة ويحتمل جدا ان نكون اجتزنا نقطة اللاعودة. نحن في مرحلة حتى المظهر بات زائدا. المرحلة التالية انتخاب نتنياهو زعيما لليكود على مدى كل ايام حياته، وبعد ذلك القول انه يقرر خليفته (الابن يائير مثلا). لا، نحن غير بعيدين عن هناك. فلماذا يحتاج انتخابات تمهيدية الآن؟ إذ في هذه اللحظة لا نجد احدا ناضجا للتنافس ضده. في الديمقراطية السليمة، تعطى فرصة للعملية الديمقراطية. نير بركات ينتسب لليكود، جدعون ساعر يسخن على الخطوط؟ موشيه بوغي يعلون يبدو كامكانية كامنة لا بأس بها؟ محظور السماح لهذا أن يحصل. نحن نجتمع الآن وننتخب الزعيم طالما لا يوجد امامه منافسون. وبعد ذلك نشهر بالاحزاب التي ليس فيها ديمقراطية، مقابل الديمقراطية الفاعلة والحيوية في الليكود. المهم ان يكون ممكنا انفاق 4 مليون شيكل، تجنيد الاموال، اقامة قيادة انتخابات، القيام بحملة، وكل هذا بدون منافس وبدون معركة، كي يكون ممكنا توزيع الاموال على المقربين وتبطين من يقدمون الخدمات للعائلة بالمجان على مدى كل السنة. عن «معاريف» -