رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام العبرية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 16-22 أكتوبر 2022.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ278، توثيقًا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع "الإسرائيلي".
ورصد التقرير استمرار الإعلام الإسرائيلي في المطالبة بـ"عملية عسكرية واسعة" لتقويض "موجة الإرهاب" وفرض "السيادة" الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية، بدعوى أن غياب هذه السيادة هو الذي إلى عمليات "التصعيد" هذه.
وفي هذا السياق، هاجمت الكاتبة سارة هعتسياني كوهين في مقال نشرته "يسرائيل هيوم"، المخيمات الفلسطينية وتحديدا مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، مدعية أن المخيم بات "ملجأ لسارقي السيارات ودفيئة لتجارة المخدرات والسلاح غير المرخص المتدفق مثل الماء".
وتجاهلت الكاتبة في مقالها المسؤولية الإسرائيلية عن المناطق الفلسطينية الخاضعة لسيطرتها في مدينة القدس المحتلة، ولا تنكر أنّ المخيم يعاني من سياسة إهمال على مدار السنوات لكنها تطلب بالتعامل مع المخيم وفق رؤية أمنية، وتلوم عدم السماح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالدخول إلى المخيم وتطالب بعقوبات بصيغة "سيادة".
تقول الكاتبة: "الحديث هنا يدور على منطقة تحت سيادة إسرائيلية، لكن لا صلاحيات للجيش في العمل هناك، انما فقط قوات الشرطة ووحدات الشرطة الخاصة وحرس الحدود المنشغلين في المهام الأمنية. حصار المخيم سياسة مؤقتة، لربما قد يحقق نتائج أمنية لكن قصة المخيم أبعد من ذلك. ويتوجب على دولة اسرائيل ان تتعامل مع هذه الاحياء كمشروع، بداية بقرار العمل مع سكان المخيم".
وفي "مكور ريشون" طالب يهودا يفراح في نفس السياق بقوة أكبر وأوسع وأكثف من أجل "تحقيق الردع".
يقول الكاتب: "الصراع على مستقبل هذه البلاد يدار من حركات ارهاب وعنف من ناحية، والاستيلاء المستمر على مناطق "ج" بواسطة البناء غير القانوني من ناحية أخرى. الجيش والشرطة والشاباك وصلوا الى اقصى حد من التوتر، لكن المطلوب حتى نصل للردع أمام الارهابيين نشاط تطهير أعمق بكثير وتنفيذ عمليات أوسع ومكثفة جدًا".
وفي "معاريف" يروج كلمان ليبسكيند المعروف بقربه من المنظمات اليمينية وتسويق أجنداتها، يهاجم "المفتش العام للشرطة" بدعوى "عدم قدرته على تحديد من هو العدو ومَن نحارب. ولمحاولاته المتواصلة للبحث عن المذنبين المحتملين في إخفاقاته وتلك المؤسسة التي يرأسها".
ويقول الكاتب إن "مفتش عام الشرطة" ساوى في كثير من الأحداث بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرا أن من الضروري الإشارة إلى تصاعد "الإرهاب الفلسطيني" والعمل ضده، متجاهلا أي إرهاب للمستوطنين أو اعتداء.
وادعى الكاتب "في الوقت الذي يتفشى فيه الإرهاب بشكل كبير، القائد العام للشرطة يلقي باللوم على اليهود، مدعيًا أنه بسببهم ستندلع انتفاضة. يتضح أنّ لشرطته هنالك متسع من الوقت لملاحقة اليهود، لكن لا وقت لملاحقة الإرهابيين الفلسطينيين".
وفي "مكور ريشون" مقال آخر حول "الأمن" و"السيادة"، للكاتب مئير دويتش، قال فيه: " من الصعب عدم رؤية العلاقة بين الفوضى السياسية وغض النظر وفقدان السيادة إثر سيطرة الفلسطينيين على أراضي منطقة C وبين الارتفاع الحاد في نسب العمليات".
ويتابع: "بين التغاضي عن البناء غير القانوني والاستيلاء على الزراعة وقطع الطرق الزراعية وإدراج رشق الحجارة والصمت في مواجهة الهجمات الإرهابية هنالك خط واحد موصل بينها، الخط الذي يشير إلى سياسة واضحة للحكومة الحالية باحتضان مؤيدي الإرهاب لإلحاق الضرر بالمستوطنات اليهودية والترويج فعليًا لتأسيس الدولة الفلسطينية في قلب دولة إسرائيل (من خلال تعزيز خطط البناء للفلسطينيين، وإعلان لابيد في الأمم المتحدة، والافتقار الفاضح لتطبيق القانون ضد أعمال التطوير والبناء غير القانونية في المنطقة)".
وأضاف: "أمام عيوننا، هنالك مسار آخر تأزم فيه الصراع على مسطحات الأراضي "c" في يهودا والسامرة، الذي يمثل فعليا الصراع على أراضي إسرائيل كاملة. امام أعيننا، يتم إنشاء دولة فلسطينية تشكل تهديدًا حقيقًيا لمستقبل دولة إسرائيل".