جميلة فرنسية في روما، ترتدي بذلة من الدانتيل والتويد، جواربها من الدانتيل أيضاً، وتنتعل الحذاء الذي ابتكرته كوكو باللونين البيج والأسود ولكن من دون الرباط الخلفي.
كأن الدانتيل بطل العرض، وقد ظهر مع التويد وتحت معطف جلدي. غطت اللآلئ الأحذية أو نثرت على الأحزمة والسترات التي ظهرت بعضها في شكل أردية قصيرة Cape. ظهرت فساتين قصيرة تحت معاطف قصيرة بدورها. أما التنانير الطويلة، فضيقة تبرز المظهر الأنثوي. المجموعة في شكل عام تحتفل بالأنوثة، هذا ما يدلّ عليه أيضاً أسلوب استخدام الريش والمخمل والعقود المنهمرة على الصدر كشلالات من الضوء. أما الماكياج الذي نفذه المبدع توم بيشو فبدا إيطالياً بامتياز، مؤطّرا عيني العارضة باللون الداكن وبالكحل، في حين بدا اللون شبه غائب عن الوجنتين والشفتين.
لقد اختار كارل لاغيرفيلد مكاناً أسطورياً حيث تلتقي كل العوالم الخيالية والرغبات الإبداعية.
قبل تقديم المجموعة، دُعي الضيوف إلى حفل كوكتيل في مواقع تصوير الأفلام التاريخية، أفلام روما القديمة Roma Antica، قبل اكتشاف فيلمOnce and Forever، أحدث فيلم للاغرفيلد عن شانيل، وقد عُرض على شاشة عملاقة في Piscina، أحد أهم استوديوات الأفلام في Cinecittà.
بعد ذلك، تم الانتقال إلى Teatro N°5 حيث قدّم لاغيرفيلد رؤيته لمدينة باريس وشوارعها المكتظة. في هذا الديكور بالأسود والأبيض ظهرت العارضات، الواحدة تلو الأخرى، بماكياج دخاني، من محطة روما في مترو باريس، وانتعلن أحذية ثنائية اللون أو صنادل مزينة باللآلئ. حملن أيضاً حقائب صغيرة من جلد الثعبان أو جلد التمساح والتويد، على شكل كاميرات.
جمعت تصاميم المجموعة بين ألوان خريف روما وألوان شانيل المفضلة: البيج، والقشدي، والرمادي، والأسود، والكحلي أضيفت إلى البني، والأصفر المحمرّ، والبرتقالي، والكابوتشينو. أما أقمشة التويد، والموهير، والصوف المجعد، والكاشمير، والجلد، والجرسيه، والمخمل، والتخريم، وكريب الحرير، والشيفون والجورجيت فشكّلت مجموعة كاملة من التصاميم المميزة بأناقتها الباريسية مع لمسة من الجاذبية الإيطالية المتمثلة في الجوارب المخرمة.
برزت أيضاً الأساور العريضة المصنوعة من المعدن المضرّب أو الناعم أو المزين باللآلئ، والمتصلة أحياناً بخاتم، إضافة إلى أقراط الأذنين على شكل طوق للتناغم مع عقود طويلة مؤلفة من صفوف عدة من اللؤلؤ الرمادي. أما بذلة شانيل الشهيرة، فبدت كأنها فستان أو بذلة ثلاثية القطع مؤلفة من سترة وتنورة مستقيمة وسروال ضيق. فساتين التويد وصلت إلى الركبة، فيما التنانير الطويلة ترافقت مع معاطف (أردية) صغيرة.
وتلاءمت سراويل التويد العريضة مع كنزات صوفية أو سترات عريضة محددة عند الخصر بعقدة من الساتين. من جهة أخرى، ظهر الجلد الناعم أو المضرّب، الباهت أو اللامع، على السترات الضيقة والمعاطف الرجالية الأسلوب، والفساتين القصيرة، والتنانير الضيقة، وترافق مع التخريم الناعم وفساتين الجرسيه. أما التنانير المثنّاة والريش المزخرف على الفساتين والتنانير والبلوزات وبطانات المعاطف فجرى تزيينها بنقوش تذكرنا بالرخام الروماني.
بالنسبة إلى أزياء السهرات، بدت الطلة فائقة الأنوثة والأناقة.
برز التخريم المطرز مع التول، والفساتين الضيقة من المخمل المثنى وكريب الجورجيت وتخريم الغيبور.
في نهاية العرض، ضجّت الحياة في البوتيكات والمطاعم والمقاهي التي شكّلت لوحة حقيقية في مشهد باريسي خلال السنوات الأولى من القرن العشرين، حين كانت غبريال شانيل تبحث عن نفسها. وتحوّل الضيوف والعارضات إلى أبطال فيلم بالأسود والأبيض على وقع أصوات المغنين.
واختتم الحفل بأداء للدي جاي باولو دي نولا وفريق Pachanga Boys، وقد طبعه أيضاً حضور سفيرات شانيل، كريستين ستيوارت، وآنا موغلاليس، وزو كزون، وروني مارا، وجيرالدين شابلن، ولوديفين سانييه، وأليساندرا ماستروناردي، والأميرة كارولين دو موناكو وابنتها الأميرة ألكسندرا.