أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء، على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز في سجونها (30) أسيرة، بينهن الأسيرتان شروق البدن من بيت لحم وبشرى الطويل من رام الله، معتقلتان إداريا.
وقالت الهيئة في بيان لها، لمناسبة يوم المرأة الفلسطيني، أنه منذ العام 1967 سُجلت أكثر من (17) ألف حالة اعتقال في صفوف الفلسطينيات، بينهن أمهات ونساء طاعنات في السن، وزوجات وحوامل ومريضات، وفتيات قاصرات، وطالبات في مراحل تعليمية متعددة، وكفاءات أكاديمية، وقيادات مجتمعية، وعضوات في المجلس التشريعي.
وبينت أن سلطات الاحتلال اعتقلت (125) مواطنة فلسطينية منذ مطلع العام الجاري، وأن التاريخ يحفظ أن الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة هي المناضلة فاطمة برناوي، ابنة مدينة القدس، التي اعتُقلت بتاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر 1967، وأمضت عشرة أعوام قبل أن تتحرر في سنة 1977.
وكشفت شهادات الأسيرات الموثقة لدى الهيئة، أن الأشكال التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي عند اعتقال المرأة الفلسطينية لا تختلف عنها عند اعتقال الرجل، وأن الأسيرات يتعرّضن جميعهن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والمعاملة المهينة، من دون مراعاة لحقوقهن في السلامة الجسدية والنفسية، في محاولة لملاحقة المرأة وردعها وتحجيم دورها وتهميش فعلها، أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بها أو بالآخرين، وأحياناً، يتم اعتقالها للضغط على أفراد أُسرتها، لدفعهم إلى الاعتراف، أو لإجبار المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم.
وأشارت إلى أن عددا من الأسيرات يعانين أوضاعا صحية صعبة، أبرزهن: الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص التي تبلغ من العمر 36 عاماً، والمعتقلة بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2015، والتي حُكم عليها بالسجن الفعلي مدة 11 عاماً.
وبينت الهيئة أن تجربة الأسيرات الفلسطينيات، أكدت عمق التجربة التي خاضتها المرأة الفلسطينية خلف قضبان الاحتلال لتحافظ على كرامتها ومبادئها ووجودها من الانسحاق والتحطيم أمام قسوة الأوضاع ووحشية السجان الإسرائيلي، وقد نجحت المرأة الفلسطينية في تحويل السجن إلى مدرسة ووقفت بإرادة صلبة أمام كل أساليب التفريغ والتطويع والاضطهاد، لتبني داخل السجن مؤسسة ثقافية وتنظيمية وفكرية، وتخلق حالة إنسانية عالية من التحدي رغم الحصار والقيود، وما زالت تسطر صفحات من المجد رغم القيد.